للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بسم الله الرحمن الرحيم

وفّقنا الله وإياكم لطاعته وما يرضيه، فهمت كتابكم، حاطكم الله، وقد أنفذت إليكم التوقيعات الخمس على ما سألتم، فوكّلوا منْ يتنجّزها من الدواوين إن شاء الله، وأما ما سألتم من تصيير أمركم إلى أحد إخوتي ليوصل إليّ أخباركم، ويؤدي إليّ حوائجكم؛ فوالله إني لأحبّ أن أتفقد ذلك بنفسي، وأن أَطَّلع على كلّ أمركم وما فيه مصلحتكم، وأنا مختار لكم الرجل الذي سألتم، من إخوتي أو غيرهم إن شاء الله، فاكتبوا إليّ بحوائجكم وما تعلمون أن فيه صلاحكم؛ فإني صائر من ذلك إلى ما تحبّون إن شاء الله، وفّقنا الله وإياكم لطاعته وما يرضيه.

وأوصل إليهم رسول موسى كتاب موسى وأصحابه؛ فإذا فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم

أبقاكم الله وحفظكم، وأتمّ نعمته عليكم، فهمنا كتابكم؛ وإنما أنتم إخواننا وبنو عمنا، ونحن صائرون إلى ما تحبّون، وقد أمر أمير المؤمنين أعزه الله في كل ما سألتم بما تحبون وأنفذ التوقيعات به إليكم، وأما ذكرتم من أمر صالح مولى أمير المؤمنين وتغيّرنا له فهو الأخ وابن العم، وما أردنا من ذلك ما تكرهون؛ فإن وعدكم أن يعطيَكم أرزاق ستة أشهر فقد رفعنا إلى أمير المؤمنين رقاعًا، نسأله مثل الذي سألتم، وأما ما قلتم من ترك الاعتراض على أمير المؤمنين وتفويض الأمر إليه، فنحن سامعون مطيعون لأمير المؤمنين، والأمور مفوَّضة إلى الله وهو مولانا ونحن عبيده، وما نعترض عليه في شيء من الأمور أصلًا، وأما ما ذكرتم أنا نريد بأمير المؤمنين سوءًا، فمَنْ أراد ذلك فجعل الله دائرة السوْء عليه، وأخزاه في دنياه وآخرته، أبقاكم الله وحفظكم، وأتمّ نعمتَه عليكم!

فلما قرأ الكتابات عليهم، قالوا لأبي القاسم: هذا المساء قد أقبل، ننظر في أمرنا الليلة، ونعود بالغداة لنعرّفك رأينا، فافترقوا وانصرف أبو القاسم إلى أمير المؤمنين.

ثم أصبح القوم من غداة يوم الجمعة، فلما كان في آخر الساعة الأولى،

<<  <  ج: ص:  >  >>