للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبينهم بأمورهم، ولا يكون رجلًا من الموالي، وأن يؤمر صالح بن وصيفِ فيحاسب هو وموسى بن بغا على ما عندهم من الأموال، وأنه لا يرضيهم دونَ ما سألوا في كتبهم كلها مع تعجيل العطاء، وإدرار أرزاقهم عليهم في كلّ شهرين، وأنهم قد كتبوا إلى أهل سامُرّا والمغاربة في موافاتهم، وأنهم صائرون إلى باب أمير المؤمنين لينجز ذلك لهم، ودفعوا الكتاب إلى أبي القاسم أخي أمير المؤمنين، وكتبوا كتابًا آخر إلى موسى بن بغا وبايكباك ومحمد بن بغا ومفلح وياجور وبكالبا وغيرهم من القوّاد الذين ذكروا أنهم كتبوا كتابًا، ذكروا فيه أنهم قد كتبوا إلى أمير المؤمنين بما كتبوا، وأن أمير المؤمنين لا يمنعهم ما سألوا إلا أن يعترضوا عليه، وأنهم إن فعلوا ذلك وخالفوهم لم يوافقوهم على شيء، وأنّ أمير المؤمنين إن شاكتْه شوكة أو أخذ من رأسه شعرة، أخذوا رؤوسهم جميعًا، وأنه ليس يقنعهم إلا أن يظهر صالح بن وصيف حتى يجمع بينه وبين موسى بن بُغا، حتى ينظر أين موضع الأموال؛ فإن صالحًا قد كان وعدهم قبل استتاره أن يعطيهم أرزاق ستة أشهر.

ثم دفعوا هذا الكتاب إلى رسول موسى، ووجّهوا مع أبي القاسم عدّة نفر منهم؛ ليوصلوا إلى أمير المؤمنين كتابهم، وليستمعوا كلامه

فلما رجع أبو القاسم وجّه موسى زهاء خمسمئة فارس، فوقفوا على باب الحيْر بين الجوسق والكَرْخ، فمال إليهم أبو القاسم ورسل القوم ورسل أنفسهم، فدفع رسول موسى إلى موسى كتاب القوم إليه وإلى أصحابه - وفي الجماعة سليمان بن وهب وولده وأحمد ين محمد بن ثَوَابة وغيرهم من الكتاب - فلما قرأ الكتاب عليهم أعلمهم أبو القاسم أنَّ معه كتابًا من القوم إلى أمير المؤمنين، ولم يدفعه إليهم، فركبوا جميعًا وانصرفوا إلى المهتدي، فوجدوه في الشمس قاعدًا على لِبد، قد صلَّى المكتوبة؛ وكسر جميع ما كان في القصر من الملاهي وآلاتها وآلات اللعب والهَزْل، فدخلو افأوصلوا إليه الكتب، وخلوا مليًّا، ثم أمر المهتدي سليمان بن وهب بإنشاء الكتب على ما سألوا في خمس رقاع، فأنفذها المهتدي في دَرج كتاب منه بخطّه، ودفعه إلى أخيه، وكتب القُوّاد إليهم جواب كتابهم، ودفعوه إلى صاحب موسى، فصار إليهم أبو القاسم في وقت المغرب، فأقرأهم من المهتدي السلام، وقرأ عليهم كتابه، فإذا فيه:

<<  <  ج: ص:  >  >>