للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السبت لثلاث عشرة خلتْ من رجب من هذه السنة.

ثمّ تتامّ القوم يوم الأحد، فاجتمع جميع الأتراك، فصار أمرهم واحدًا، فجاء منهم زُهاء عشرة آلاف رجل، وجاء طوغيتا أخو بايكباك وأحمد بن خاقان حاجب بايكباك في نحو من خمسمئة؛ مع مَنْ جاء مع طوغيتا من الاْتراك والعجم، وخرج المهتدي ومعه صالح بن عليّ والمصحفُ في عنقه، يدعو الناس إلى أن ينصروا خليفتهم، فلما التحم الشرّ مال الأتراك الذين مع المهتدي إلى أصحابهم الذين مع أخي بايكباك، وبقي المهتدي في الفراغنة والمغاربة ومَنْ خفّ معه من العامة، فحمل عليهم طوغيتا أخو بايكباك حَمْلَة ثائر حرّان موتور، فنقض تعبيتَهم، وهزمهم وأكثر فيهم القتل وولَّوْا منهزمين، ومضى المهتدي يركضُ منهزمًا، والسيف في يده مشهور، وهو ينادي: يا معشرَ الناس، انصروا خليفَتكم، حتى صار إلى دار أبي صالح عبد الله بن محمد بن يزداد وهي بعد خشبة بابك؛ وفيها أحمد بن جُمَيل صاحب المعونة، فدخلها ووضع سلاحه، ولبس البياض ليعلوَ دارًا وينزل أخرى ويهرب، فطُلِب فلم يُوجَد، وجاء أحمد بن خاقان في ثلاثين فارسًا يسأل عنه حتى وقفءلى خبره في دار ابن جميل، فبادرهم ليصعد، فرمي بسهم وبُعِج بالسيف، ثم حمله أحمد بن خاقان على في ابة أو بغل، وأردف خلفه سائسًا حتى صار به إلى داره، فدخلوا عليه، فجعلوا يصفعونه ويبزُقون في وجهه، وسألوه عن ثمن ما باع من المتاع والخرْثيّ، فأقرّ لهم بستمئة ألف قد أودعها الكرخيّ الناسَ ببغداد، وأصابوا عنده خسفَ الواضحة مُغنّية فأخذوا رقعته بستمئة ألف دينار؛ ودفعوه إلى رجل، فوطئ على خُصيَيْه حتى قتله.

وقال بعضهم: كان السببُ وأول الخلاف، أنّ اللاحقين من أولاد الأتراك اجتمعوا، وقالوا: لا نرضى أن يكون علينا رئيسٌ غير أمير المؤمنين، وكتبوا إلى موسى بن بُغا وبايكباك، وهما في وجه الشاري، فوافى موسى في رجاله حتى صار إلى قنطرة في ناحية الوزيريّة يوم الجمعة، وعسكر المهتدي في الحَيْر، وقرب منهم، ثم خرج إلى الجوْسق، وعليه السلاح؛ فلما كان يوم السبت لثلاث عشرة خلتْ من رجب، دخل بايكباك طائعًا، ومضى موسى إلى ناحية طريق خراسان في نحو من ألفي رجل، وجاء المهتدي رجلٌ من الموالي؛ فقال له: إنّ

<<  <  ج: ص:  >  >>