للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رامَهُرْمُز، فقتَل ابنُ واصل طاشتمر، وأسِر ابن مُفلح.

* ذكر الخبر عن هذه الوقعة والسبب فيها:

كان السبب في ذلك - فيما ذكر لي - أنّ ابن واصل قتَل الحارث بن سيما وهو عامل السلطان بفارس وتغلَّب عليها، فضُمَّت إلى موسى بن بُغا فارس والأهواز والبَصْرة والبحرين واليمامة؛ مع ما كان إليه من عمل المشرق؛ فوجّه موسى بن بغا عبدَ الرحمن بن مفلِح إلى الأهواز، وولّاه إياها وفارس، وضمّ إليه طاشتمر، فاتّصل بابن واصل ذلك من فعل موسى، وأدنّ ابن مفلح قد توجّه إلى فارس يريده، وكان قبلُ مقيمًا بالأهواز على حرب الخارجيّ بناحية البصرة، فزحف إليه ابنُ واصل، فالتقيا برامَهُرْمز، وانضمّ أبو داود الصعلوك إلى ابن واصل معينًا له على ابن مُفْلِح، فظفر ابن واصل بابن مُفْلِح، فأسره وقتل طاشتمر، واصطلم عسكرَ ابن مفلح، ثمّ لم يزل ابن مُفلح في يده حتى قتله، فلم يجبه إلى ذلك ابنُ واصل، ولما فرغ ابنُ واصل من ابن مُفلح أقبل مظهرًا: أنه يريد واسطًا لحرب موسى بن بغا حتى انتهى إلى الأهواز، وبها إبراهيم بن سيما في جمع كثير، فلما رأى موسى بن بغا شِدَّة الأمر وكثرة المتغلِّبين على نواحي المشرق، وأنه لا قَوام له بهم، سأل أن يُعفى من أعمال المشرق، فأعفِي منها، وضُمّ ذلك إلى أبي أحمد، ووُلّيه أبو أحمد بن المتوكل، فانصرف موسى بن بغا من واسط إلى باب السلطان مع عُمّاله عن أعمال المشرق.

* * *

وفيها ولِّيَ أبو الساج الأهواز وحرب قائد الزّنج، فصار إليها أبو الساج بعد شخوص عبد الرحمن بن مفلح إلى ناحية فارس (١).

وفيها كانت بين عبد الرحمن صهر أبي الساج وعليّ بن أبان المهلبيّ وقعة بناحية الدولاب، قُتِل فيها عبدُ الرحمن، وانحاز أبو الساج إلى عسكر مكرَم، ودخل الزَّنج الأهواز، فقتلوا أهلَها، وسبَوْا وانتهبوا وأحرقوا دورَها، ثمّ صُرِف أبو الساج عمّا كان إليه من عمل الأهواز وحرب الزّنج، ووُلِّيَ ذلك إبراهيم بن


(١) انظر البداية والنهاية (٨/ ٢٣٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>