سيما، فلم يزل مقيمًا في عمله ذلك حتى انصرف عنه بانصراف موسى بن بغا، عمّا كان إليه من عمل المشرق.
وفيها وُلّيَ محمد بن أوس البلخيّ طريقَ خراسان.
ولما ضُمّ عمل المشرق إلى أبي أحمد ولَّى مسرورًا البلخيّ الأهواز والبصرة وكُور دِجْلة واليمامة والبحرين في شعبان من هذه السنة، وحرب قائد الزنج.
وفيها وُلِّيَ نصر بن أحمد بن أسد السامانيّ ما وراءَ نهر بلخ، وذلك في شهر رمضان منها، وكتب إليه بولايته ذلك.
وفي شوّال منها زحف يعقوب بن الليث إلى فارس، وابنُ واصل مقيم بالأهواز، فانصرف منها إلى فارس، فالتقى هو ويعقوب بن الليث في ذي القعدة، فهزمه يعقوب وفلَّ عسكره، وبعث إلى خُرَّمَة إلى قلعة ابن واصل، فأخذ ما كان فيها، فذُكر أنه بلغت قيمة ما أخذ يعقوب منها أربعين ألف ألف درهم، وأسر مرداسًا خال ابن واصل.
* * *
وفيها أوْقع أصحابُ يعقوب بن الليث بأهل زَمّ موسى بن مِهْران الكرديّ؛ لما كان من ممالأتهم محمد بن واصل، فقتلوهم، وانهزم موسى بن مِهْران.
وفيها لاثنتي عشرة مضت من شوّال منها، جلس المعتمد في دار العامّة، فولّى ابنه جعفرًا العهد، وسماه المفوّض إلى الله، وولّاه المغرب، وضمّ إليه موسى بن بغا، وولّاه إفريقية ومصر والشأم والجزيرة والموصل وإرمينيَة وطريق خراسان ومِهْرَجا نَقَذَق وحُلوان، وولّى أخاه أبا أحمد العهد بعد جعفر، وولّاه المشرق، وضمّ إليه مسرورًا البلخيَّ، وولّاه بغداد والسواد والكوفة وطريق مكة والمدينة واليمن وكَسْكر وكُوردِجلة والأهواز وفارس وأصبهان وقمَّ والكَرَج والديْنَوَر والرّيّ وزِنجان وقزوين وخراسان وطَبَرِستان وجُرجان وكَرْمان وسِجِستان والسند، وعقد لكلّ واحد منهما لواءين: أسود وأبيض، وشرط إن حدث به حدث الموت وجعفر لم يكمل للأمر؛ أن يكون الأمر لأبي أحمد، ثم لجعفر، وأخذت البيعة على الناس بذلك، وفرّقت نسخ الكتاب، وبُعث بنسخة مع الحسين بن محمد بن أبي الشوارب، ليعلِّقها في الكعبة، فعقد جعفر