للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تقتلوني، وامضوا بي إلى صاحبكم، فلم يسمعوا لقوله وانهزم أغرتمش، وكان في آخر أصحابه، ومضى حتى ألقى نفسه إلى الأرض فركب دابّة ومضى، وتبعهم الزّنج حتى وصلوا إلى عسكرهم؛ فنالوا حاجتَهم منه، وظفروا بشذوات كانت مع خُشيش، وظفر الذين اتبعوا الجيش المولي بشَذوات كانت مع أغرتمش فيها مال، فلما انتهى الخبر إلى أغرتمش، كرّ راجعًا حتى انتزعها من أيديهم، ورجع سليمان إلى عسكره، وقد ظفر بأسلاب ودوابّ، وكتب بخبر الوقعة إلى قائد الزَّنْج؛ وما كان منه فيها، وحمل إليه رأس خشيش وخاتمه، وأقرَّ الشَّذَوات التي أخذها في عسكره فلما وافى كتابُ سليمان ورأس خُشيش، أمر فطِيف به في عسكره، ونصب يومًا؛ ثم حمله إلى عليّ بن أبان، وهو يومئذ مقيم بنواحي الأهواز، وأمر بنصبه هناك؛ وخرج سليمان والجُبائيّ معه وجماعة من قُوّاد السودان إلى ناحية الحوانيت متطرّفين، فتوافقوا هناك ثلاث عشرة شَذاة مع المعروف بأبي تميم أخي المعروف بأبي عَوْن صاحب وصيف التركيّ، فأوقعوا به، فقتل وغرق، وظفروا من شَذَواته بإحدى عشرة شذاة.

قال محمد بن الحسن: هذا خبر محمد بن عثمان العبّادانيّ؛ فأما جَبَّاش؛ فزعم: أن الشّذا التي كانت مع أبي تَميم كانت ثمانية، فأفلت منهم شذاتان كانتا متأخّرتين، فمضتا بمنْ فيهما وأصاب سلاحًا ونهبًا، وأتى على أكثر مَنْ كان في تلك الشَّذَوات من الجيش، ورجع سليمان إلى عسكره، وكتب إلى الخبيث بما كان منه مِنْ قتل المعروف بأبي تميم؛ ومن كان معه، واحتبس الشَّذَوات في عسكره.

* * *

وفيها كبس ابن زيدويه الطيِّبَ، فأنهبها.

وفيها وُلَّيَ القضاء عليّ بن محمد بن أبي الشوارب (١).

وفيها خرج الحسين بن طاهر بن عبد الله بن طاهر من بغداد لليال بقين منه، فصار إلى الجبل.


(١) انظر المنتظم (١٢/ ١٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>