للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقتله، ثم وثب جماعة من أصحاب دُلف على القاسم، فقتلوه ورأسوا عليهم أحمد بن عبد العزيز.

وفيها لحق محمد المولَّد بيعقوب بن الليث، فصار إليه، وذلك في المحرّم منها، فأمر السلطان بقبض أمواله وعقاراته (١).

وفيها قتلت الأعراب جُعلان المعروف بالعيّاربِدمِمَّا، وكان خرج لبَذْرقة قافلة، فقتلوه؛ وذلك في جمادى الأولى؛ فوجّه السلطان في طلب الذين قتلوه جماعةً من الموالي، فهرب الأعراب، وبلغ الذين شخصوا في طلبهم عين التّمر، ثم رجعوا إلى بغداد، وقد مات منهم من البرد جماعة، وذلك أنّ البرد اشتدّ في ذلك الأيام ودام أيامًا، وسقط الثلج ببغداد.

وفيها أمر أبو أحمد بحبس سليمان بن وهب وابنه عبيد الله، فحبِسا وعدة من أسبابهم في دار أبي أحمد، وانتهبت دور عِدّة من أسبابه، ووكل بحفظ داري سليمان وابنه عبيد الله، وأمر بقبض ضياعهما وأموالهما وأموال أسبابهما وضياعهم خلا أحمد بن سليمان، ثم صولح سليمان وابنه عبيد الله على تسعمئة ألف دينار، وصيِّرا في موضع يصل إليهما من أحبّا.

وفيها عسكر موسى بن أتامش وإسحاق بن كُنْداجيق وبنغجور بن أرخُوز والفضل بن موسى بن بغا بباب الشماسيّة، ثم عبروا جسر بغداد، فصاروا إلى السفينتين، وتبعهم أحمد بن الموفّق، فلم يرجعوا، ونزلوا صَرْصَر.

وفيها استكتب أبو أحمد صاعد بن مخلَد؛ وذلك لاثنتي عشرة بقيت من جمادى الآخرة، وخلع عليه، فمضى صاعد إلى الموّاد بصرصَر، ثم بعث أبو أحمد ابنه أحمد إليهم، فناظرهم فانصرفوا معه فخلع عليهم.

وفيها خرج - فيما ذكر - خمسة من بطارقة الرّوم في ثلاثينَ ألفًا من الروم إلى أذَنة، فصاروا إلى المصلى.

وأسروا أرخوز - وكان والي الثغور - ثم عُزِل، فرابط هناك فأسِر، وأسِر معه نحوٌ من أربعمئة رجل، وقَتَلوا ممّن نفر إليهم نحوًا من ألف وأربعمئة رجل،


(١) انظر البداية والنهاية (٨/ ٢٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>