للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٨٤ - حدثنا محمَّد بن عبد الأعلى الصنعانيّ، قال: حدثنا محمَّد بن ثور، عن معمَر، عن الزُّهريّ، عن عرْوة، عن المِسْوَر بن مَخْرَمة. وحدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدَّثنا يحيى بن سعيد القطان، قال: حدَّثنا عبد الله بن المبارك، قال: حدَّثنا مَعْمَر، عن الزّهِريّ، عن عروة، عن المسْور بن مَخْرمة ومرْوان بن الحكم، قالا: نزَل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بأقصى الحُدَيبِيَة على ثمَد قليل الماء؛ إنما يتبرَّضُه الناس تبرّضًا فلم يُلبِّثْه الناس أنْ نَزَحُوه، فشُكِيَ إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - العطش، فنزع سهمًا من كنانته، ثمَّ أمرهم أن يجعلوه فيه، فوالله ما زال يجيش لهم بالريّ حتى صدروا عنه؛ فبينا هم كذلك جاء بُدَيل بن ورقاء الخُزاعيّ في نفر من قومِه من خُزاعة - وكانوا عَيبَةَ نُصْحِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أهل تِهامة - فقال: إني تركت كعب بن لؤيّ وعامر بن لؤي قد نزلوا أعْدَاد مياه الحديبية؛ معهم العُوذُ المطافيل؛ وهم مقاتلوك وصادُّوك عن البيت. فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: إنّا لم نأتِ لقتال أحد، ولكنّا جئنا معتمرين، وإنّ قريشًا قد نهكَتْهم الحرب وأضرَّتْ بهم، فإن شاؤوا مادَدْناهم مُدَّة ويُخَلُّوا بيني وبين الناس، فإن أظَهْر، فإن شاؤوا أن يدخلُوا فيما دخل فيه الناس فَعَلوا وإلّا فقد جَمُّوا؛ وإن هم أبوْا فوالذي نفسي بيدِه لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالِفتي، أو ليُنَفِّذنّ الله أمره، فقال بُدَيل: سنبلغُهم ما تقول.

فانطلق حتى أتى قريشًا فقال: إنا قد جئناكم من عند هذا الرجل، وسمعناه يقول قولًا؛ فإن شئتم أن نعرِضه عليكم فعْلنا، فقال سفهاؤهم: لا حاجةَ لنا أن تحدّثنا عنه بشيء، وقال ذو الرأي منهم: هاتِ ما سمعتَه يقول: قال: سمعتُه يقول كذا وكذا، فحدّثَهم بما قال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -.

فقام عروة بن مسعود الثقفيّ، فقال: أي قوْم؛ ألستُم بالوالد! قالوا: بلى، قال: أولستُ بالولد! قالوا: بلى، قال: فهل تتّهمونني؟ قالوا: لا، قال: ألستُمْ تعلمون أني استنفرت أهلَ عُكاظ؛ فلما بَلّحوا عليَّ جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني! قالوا: بلى.


= الناس فإن أظهر؛ فإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جموا وإن هم أبوا، فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي.
(صحيح البخاري / كتاب الشروط ح ٢٧٣١ - ٢٧٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>