يابنَ الخلائفِ من أَرومَةِ هاشمٍ ... والغامرينَ الناسَ بالإفضال
والذائدينَ عن الحريم عدوّهم ... والمعلِمين لكل يومِ نِزالِ
ملِكٌ أعادَ الدينَ بعدَ دروسِه ... واستنقذ الأَسْرَى من الأغَلالِ
أَنت المُجيرُ من الزمانِ إذا سَطَا ... وإِليك يَقصِدُ راغبٌ بسؤالِ
أطفأْتَ نِيرانَ النفاقِ وقد عَلتْ ... يا واهِبَ الآمال والآجالِ
للهِ درُّكَ من سَليلِ خلائفٍ ... ماضِي العزيمةِ طاهرِ السِّرْبالِ
أَفنيتَ جمعَ المارقينَ فأصبحوا ... متلَدِّدِينَ قد أيقنوا بزوالِ
أمْطرْتهم عزمات رأيٍ حازمٍ ... ملأَتْ قلوبَهُمُ مِنَ الأَهْوالِ
لمّا طَغَى الرجسُ اللعينُ قصدته ... بالمَشرَفِيِّ وبالقَنَا الجوَّالِ
وتركتَهُ والطيرُ يحْجُلُ حولهُ ... مُتقطِّعَ الأَوداجِ والأَوصال
يَهوِي إلى حَرّ الجحيمِ وقعرِها ... بسلاسل قد أوهنَته ثِقالِ
هذا بما كسبتْ يداهُ وما جنَى ... وبما أتى من سيئ الأعَمالِ
أقرَرْتَ عينَ الدينِ ممّن قادَهُ ... وأدَلتَهُ مِنْ قاتل الأَطفالِ
صال الموفَّقُ بالعراقِ فأفزعتْ ... مَنْ بالمغاربِ صولةُ الأبطالِ
وفيه يقول أيضًا يحيى بن خالد بن مروان:
أَبنْ لي جوابًا أيُّها المَنزلُ القفرُ ... فلا زال مُنهلًا بساحاتِكَ القطرُ
أَبِنْ لي عن الجيرانِ أَين تحمَّلوا ... وهل عادَتِ الدنيا، وهل رجعَ السَّفرُ!
وكيف تجيبُ الدارُ بعد دروسها ... ولم يبقَ من أَعلامِ ساكنِها سَطْرُ
منازلُ أبكاني مَغَانِيُّ أهلَها ... وضاقت بي الدينا وأسَلَمني الصبْرُ
كأَنَّهُمُ قومٌ رغا البكرُ فيهمُ ... وكان على الأَيامِ في هُلكِهم نُذرُ
وعاثَتْ صُرُوفُ الدهر فيهم فأَسرعت ... وشَرُّ ذوي الأصعادِ ما فعل الدهرُ
فقد طابت الدينا وأيَنَعَ نَبتُها ... بيُمْنِ وليّ العهدِ وانقلب الأَمر
وعاد إلى الأَوطانِ مَنْ كان هاربًا ... ولم يبق للملعون في موضعٍ إِثْرُ
بسيف ولي العَهْد طالت يدُ الهدى ... وأَشْرَق وجْهُ الدين واصطُلم الكُفْر
وجاهَدَهم في اللهِ حقَّ جِهادِهِ ... بنفسٍ لها طولُ السلامة والنصرُ
وهي طويلة.
وقال يحيى بن محمد: