للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما قيل في ذلك قول يحيى بن محمد الأسلميّ:

أقولُ وقد جاءَ البشيرُ بوقعةٍ ... أَعَزَّتْ من الإِسلامِ ما كان واهِيا

جَزَى اللهُ خيرَ النَّاسِ للناسِ بَعْدَما ... أُبيح حِمَاهمْ خيرَ ما كان جازيا

تَفَرَّد إِذ لم ينصر الله ناصرٌ ... بتجديدِ دينِ كان أَصبح بالِيا

وتشديدِ ملك قد وَهَى بعد عزِّه ... وإدراكِ ثَاراتٍ تبير الأَعادِيا

ورَدِّ عِمارات أُزيلتْ وأُخْربت ... ليرجع فيء قد تخُرِّم وافِيا

ويرجعَ أَمْصارٌ أُبيحتْ وأُحْرقَتْ ... مِرارًا فقد أَمست قِوَاءً عوافيا

ويشُفَى صدور المؤمنينَ بوقعةٍ ... يقرُّ بها منا العيونَ البواكيا

ويتُلى كتاب اللهِ في كل مسجدٍ ... ويُلقى دعاءُ الطالبيّين خاسِيَا

فأعَرَض عن أَحبابهِ ونعيمِهِ ... وعن لذةِ الدنيا وأقبلَ غازِيا

في قصيدة طويلة، ومن ذلك أيضًا قوله:

أينَ نجومُ الكاذِب المارِق ... ما كان بالطَّبِّ ولا الحاذقِ

صبَّحَهُ بالنحْسِ سعدٌ بدَا ... لسيّدٍ في قولِهِ صادقِ

فخرّ في مأْزِقِه مسلَمًا ... إلى أُسُودِ الغابِ في المازِقِ

وذاق من كأْسِ الردَى شرْبة ... كريهةَ الطعْم على الذائِق

وقال فيه يحيى بن خالد:


= وانهيار شوكته وسيطرة قادة الترك على الأمور بل اختلافهم فيما بينهم واقتتالهم فيما بينهم وصراعهم على السلطة وانحسار سلطة الخليفة وما أدى ذلك إلى فراغ سياسي وبلبلة وهرج ومرج فاستغل صاحب الفكر الخبيث (بهبوذ) صاحب الزنج هذا الوضع المتردي مع أسباب أخرى تتعلق بمعاش الزنج في منطقة الأهوار والمستنقعات جنوبي العراق، وليس في دعوة صاحب الزنج أية فكرة اشتراكية وما إلى ذلك بل كان يمنّي أصحابه وأتباعه بأن يكونوا أصحاب رقٍ وعبيد ثم كان الزنجي منهم أحيانًا يمتلك عشرات من النساء العربيات وامتلك هو ومن حوله كثيرًا من النساء العلويات واختص هو ومن حوله دون جنده بكميات خيالية من الذهب والمجوهرات والمال ... إلخ.
وادعى معرفة الغيب وما إلى ذلك كما قال الحافظ السيوطي (وكان ادعى أنه أرسل إلى الخلق فردّ الرسالة، وأنه مطلع على المغيبات) (تأريخ الخلفاء/ ٤١١) والملاحظ أن أتباعه جلّهم من الجهلة كما قال ابن كثبر (فتبعه على ذلك جهلة من الطّغام وطائفة من رعاع الناس العوام) البداية والنهاية (٨/ ٢٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>