للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المعتضد بالثريَّا، فاستوهبه أخوه فوهبه، واستأذنه في دفنه فأذن له، وخلع على عمر بن عبد العزيز، في هذا اليوم وعلى جماعة من القواد القادمين.

وفيها - فيما ذكر - كتب صاحب البريد من الكُوفة، يذكر أن ريحًا صفراء ارتفعت بنواحي الكوفة في ليلة الأحد لعشر بقين من شهر ربيع الأوّل، فلم تزل إلى وقت صلاة المغرب، ثمَّ استحالت سوداءَ فلم يزل الناس في تضرّع إلى الله.

وإنّ السماء مطرت بعقب ذلك مطرًا شديدًا برعود هائلة وبروق متّصلة، ثمَّ سقط بعد ساعة بقرية تعرف بأحمد أباذ ونواحيها حجارة بِيض وسود مختلفة الألوان، في أوساطها ضَغطة شبه أفهار العطارين، فأنفذ منها حَجَرًا، فأخرِج إلى الدواوين والناس حتى رأوه (١).

ولتسع بَقين منه شخص ابن الإخشاد أميرًا على طَرَسوس من بغداد مع النَّفر الذين كانوا قدموا منها يسألون أن يولَّى عليهم وال.

وخرج أيضًا في هذا اليوم من بغداد فاتك مولى المعتضد للنَّظر في أمور العمَّال بالموصل وديار ربيعة وديار مضر والثغور والشامية والجزرية وإصلاح الأمور بها إلى ما كان يتقلده من أعمال البريد بهذه النواحي.

وفي هذه السنة ورد الخبر - فيما ذُكر - من البصرة أن ريحًا ارتفعت بها بعد صلاة الجمعة لخمس بقين من شهر ربيع الأوّل صفراء، ثمَّ استحالت خضراء ثمَّ سوداء، ثمَّ تتابعت الأمطار بما لم يروْا مثلَها، ثمَّ وقع بردٌ كبار كان وزن البَرَدَة الواحدة مئة وخمسين درهمًا - فيما قيل - وأن الريح أقلعت من نهر الحسين خمسمئة نخلة وأكثر، ومن نهر معقل مئة نخلة عددًا (٢).

وفيها كانت وفاة الخليل بن ريمال بحُلوان.

ولخمس خلوْن من جُمادى الآخرة ورد الخبر على السلطان أن بكر بن عبد العزيز بن أبي دُلف تُوُفِّيَ بطبَرِستان من علَّة أصابته، ودفن هنالك. فأعطى الذي جاء بالخبر - فيما ذكر - ألف دينار.


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٣٧٧).
(٢) انظر المنتظم (١٢/ ٣٧٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>