للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بغداد، وأمر ببناء قصر في موضع اختاره من براز الرّوز، فحمل إليه الآلات، وابتدأ في عمله (١).

وفي شهر ربيع الأوّل منها غَلُظ أمر القرامطة بالبحرين، فأغاروا على نواحي هَجَر، وقرب بعضهم من نواحي البصرة، فكتب أحمد بن محمَّد بن يحيى الواثقيّ يسأل المددَ، فوجّه إليه في آخر هذا الشهر بثماني شَذوَات، فيها ثلاثمئة رجل، وأمر المعتضد باختيار جيش لينفذه إلى البصرة (٢).

وفي يوم الأحد لعشرٍ خلوْن من شهر ربيع الآخر، فقد بدر مولى المعتضد في داره، ونظر في أمور الخاصّة والعامة من الناس والخراج والضياع والمعاون.

وفي يوم الإثنين لإحدى عشرِة خلتْ من شهر ربيع الآخر، مات محمَّد بن عبد الحميد الكاتب المتولي ديوان زمام المشرق والمغرب.

وفي يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت منه ولّى جعفر بن محمَّد بن حفص هذا الديوان، فصار من يومه إلى الديوان وقعد فيه.

وفي شهر ربيع الآخر منها ولّى المعتضدُ عبّاس بن عمرو الغَنَويّ اليمامة والبحرين ومحاربة أبي سعيد الجنّابيّ ومَنْ معه من القرامطة، وضمّ إليه زُهاء ألفيْ رجل، فعسكر العبّاس بالفِرْكِ أيامًا حتى اجتمع إليه أصحابُه، ثمَّ مضى إلى البصرة، ثمَّ شخص منها إلى البحرين واليمامة (٣).

وفيها - فيما ذُكر - وافي العدوّ باب قلمية من طَرَسُوس، فنفر أبو ثابت وهو أمير طَرَسُوس بعد موت ابن الإخشاد - وكان استخلفه على البلد حين غزا - فمات وهو على ذلك؛ فبلغ في نفيره إلى نهر الرَّيحَان في طلب العدوّ، فأسرَ أبو ثابت وأصيب الناس؛ فكان ابن كلوب غازيًا في درب السلامة؛ فلمّا قفل من غَزاته جَمع المشايخ من أهل الثغر ليتراضوا بأمير يلي أمورَهم، فاتّفق رأيُهم على عليّ بن الأعرابيّ، فولّوه أمرهم بعد اختلاف من ابن أبي ثابت.

وذكر أن أباه استخلفه، وجمع جمعًا لمحاربة أهل البلد حتى توسّط الأمرَ ابن


(١) انظر المنتظم (١٢/ ٤١١).
(٢) انظر المنتظم (١٢/ ٤١١).
(٣) انظر المنتظم (١٢/ ٤١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>