كلوب، فرضي ابن ثابت؛ وذلك في شهر ربيع الآخر، وكان النُّغيْل حينئذ غازيًا ببلاد الروم، فانصرف إلى طَرَسُوس، وجاء الخبر أن أبا ثابت حُمِل إلى القسطنطينية من حصن قونِيَة، ومعه جماعة من المسلمين.
وفي شهر ربيع الآخر مات إسحاق بن أيوب الذي كان إليه المعاون بديار ربيعة، فقلِّد ما كان إليه عبد الله بن الهيثم بن عبد الله بن المعتمر.
وفي يوم الأربعاء لخمس بقين من جُمادى الأولى، ورد كتاب - فيما ذكر - على السلطان بأنّ إسماعيل بن أحمد أسرَ عمرًا الصفار، واستباح عسكره، وكان من خبر عمرو وإسماعيل، أن عمرًا سأل السلطانَ أن يولِّيَه ما وراء النهر، فولّاه ذلك، ووجّه إليه وهو مقيم بنيسابور بالخلع، واللواء على ما وراء النهر، فخرج لمحاربة إسماعيل بن أحمد، فكتب إليه إسماعيل بن أحمد: إنك قد وليت دنيا عريضة، وإنما في يدي ما وراء النهر، وأنا في ثغر؛ فاقنع بما في يدك، واتركني مقيمًا بهذا الثغر. فأبى إجابَته إلى ذلك؛ فذُكر له أمر نهر بلخ وشدة عبوره، فقال: لو أشاء أن أسكره ببدَرِ الأموال وأعبره لفعلتُ؛ فلما أيس إسماعيل من انصرافه عنه جمع مَنْ معه والتّنّاء والدّهاقين، وعَبر النهر إلى الجانب الغربيّ؛ وجاء عمرو فنزلَ بَلْخ، وأخذ إسماعيل عليه النواحي، فصار كالمحاصَر، وندم على ما فعل، وطلب المحاجزة - فيما ذكر - فأبى إسماعيل عليه ذلك، فلم يكن بينهما كثير قتال حتى هُزم عمرو فولّى هاربًا، ومرّ بأجمة في طريقه، قيل له: إنها أقرب، فقال لعامّة مَنْ معه: امضُوا في الطريق الواضح. ومضى في نفر يسير، فدخل الأجَمَة، فوحلت دابّتُه؛ فوقعت، ولم يكن له في نفسه حيلة، ومضى مَن معه. ولم يلوُوا عليه، وجاء أصحاب إسماعيل، فأخذوه أسيرًا. ولما وصل الخبرُ إلى المعتضد بما كان من أمر عمرو وإسماعيل، مدح إسماعيل - فيما ذكر - وذمّ عمرًا.
ولليلة بقيتْ من جُمادى الأولى من هذه السنة، ورد الخبر على السلطان أن وصيفًا خادم ابن أبي الساج، هرب من بَرْذَعة، ومضى إلى مَلَطْية مراغمًا لمحمد بن أبي الساج في أصحابه، وكتب إلى المعتضد يسأله أن يولّيه الثغور، ليقوم بها، فكتب إليه المعتضد يأمره بالمصير إليه، ووجّه إليه رشيقًا الحرميّ.
ولسبع خلوْن من رَجب من هذه السنة تُوفّيتْ ابنة خَمارويه بن أحمد بن