الهلكة، فاجتمعت جماعة من تجار بغداد في هذا اليوم، فمضوْا إلى يوسف بن يعقوب، فأقرؤوه كتبهم، وسألوه المضيّ إلى الوزير ليخبره خبر أهل دمشق، فوعدهم ذلك.
ولسبع بقين من جمادى الأولى أحضِر دار السلطان أبو خازم ويوسف وابنه محمَّد، وأحضِر صاحب طاهر بن محمَّد بن عمرو بن الليث، فقوطع على مال فارس، ثمَّ عقد المكتفي لطاهر على أعمال فارس، وخلع على صاحبه، وحُمِلت إليه خلع مع العقد.
وفي جُمادى الأولى هرب من مدينة السلام القائد المستأمِن المعروف بأبي سعيد الخُوارزميّ، وأخذ نحو طريق الموصِل، فكتِب إلى عبد الله المعروف بغلام نون، وكان يتقلد المعاون بتَكريت والأعمال المتّصلة بها إلى حدّ سامرّا وإلى الموصِل في معارضته وأخذه، فزعموا أن عبد الله عارضه، فاختدعه أبو سعيد حتى اجتمعا جميعًا على غير حرب، ففتك به أبو سعيد فقتله، ومضى أبو سعيد نحو شهرزور، فاجتمع هو وابن أبي الربيع الكُرديّ، وصاهره، واجتمعا على عصيان السلطان، ثمَّ إنَّ أبا سعيد قُتِل بعد ذلك، وتفرّق مَنْ كان اجتمع إليه.
ولعشر خلوْن من جُمادى الآخرة، شخص أبو العشائر إلى عمله بطَرَسوس، وخرج معه جماعة من المطّوّعة للغزو، ومعه هدايا من المكتفي إلى ملك الروم.
ولعشر بقين من جمادى الآخرة خرج المكتفي بعد العصر عامدًا سامُرّا، مريدًا البناء بها للانتقال إليها، فدخلها يوم الخميس لخمس بقين من جمادى الآخرة، ثمَّ انصرف إلى مضارب قد ضُربت له بالجوسق، فدعا القاسم بن عبيد الله والقوّام بالبناء، فقدّروا له البناء وما يحتاج إليه من المال للنفَقَة عليه، فكثُروا عليه في ذلك، وطَوّلوا مدّة الفراغ مما أراد بناءه، وجعل القاسم يصرفه عن رأيه في ذلك، ويعظِّم أمرَ النفقة في ذلك وقدر مبلغ المال، فثناه عن عزمه، ودعا بالغَداء، فتغدّى ثمَّ نام، فلما هبّ من نومه ركب إلى الشطّ، وقعد في الطيّار، وأمر القاسم بن عبيد الله بالانحدار. ورجع أكثر الناس من الطريق قبل أن يصلوا