فيه أنَّه واقع القرمطيّ صاحب الشامة، فهزمه ووضع في أصحابه السيف، ومضى مَنْ أفلت منهم نحو البادية، وأن أمير المؤمنين وجّه في أثره الحسين بن حمدان بن حمدون وغيره من القوّاد.
وورد أيضًا في هذه الأيام - فيما ذكر - كتاب من البحرين من أميرها ابن بانوا، يذكر فيه أنَّه كبس حصنًا للقرامطة، فظفَر بمن فيه.
ولثلاث عشرة خلت من ذي القعدة منها - فيما ذكر - ورد كتاب آخر من ابن بانوا من البحرين، يذكر فيه أنَّه واقع قرابة لأبي سعيد الجنابيّ، ووليّ عهده من بعده على أهل طاعته، فهزمه، وكان مقام هذا المهزوم بالقطيف فوُجد بعدما انهزم أصحابه قتيلًا بين القتلى، فاحتزّ رأسه، وأنه دخل القطيف فافتتحها.
ومن كتب صاحب الشامة إلى بعض عماله:
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله أحمد بن عبد الله المهديّ المنصور بالله الناصر لدين الله القائم بأمر الله الحاكم بحكم الله، الداعي إلى كتاب الله، الذابّ عن حرم الله، المختار من ولد رسول الله أمير المؤمنين وإمام المسلمين، ومذلّ المنافقين خليفة الله على العالمين، وحاصد الظالمين، وقاصم المعتدين، ومبيد الملحدين، وقاتل القاسطين، ومهلك المفسدين، وسراج المبصرين، وضياء المستضيئين، ومشتّت المخالفين، والقيّم بسنة سيد المرسلين، وولد خير الوصيّين، صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطيّبين، وسلم كثيرًا، إلى جعفر بن حميد الكرديّ:
سلام عليك؛ فإنّي أحمَدُ إليك الله الذي لا إله إلا هو، وأسأله أن يصلِّيَ على جَدّي محمَّد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، أما بعد؛ فقد أُنهِيَ إلينا ما حدث قبَلك من أخبار أعداء الله الكفَرة، وما فعلوه بناحيتك، وأظهروه من الظلم والعَيْث والفساد في الأرض، فأعظمنا ذلك، ورأينا أن ننفذ إلى ما هناك من جيوشنا مَنْ ينتقم الله به من أعدائه الظالمين، الذين يسعوْن في الأرض فسادًا، وأنفذنا عُطيرًا داعيتَنا وجماعة من المؤمنين إلى مدينة حمص، وأمددناهم بالعساكر، ونحن في أثرهم، وقد أوعزنا إليهم في المصير إلى ناحيتك لطلب أعداء الله حيث كانوا، ونحن نرجو أن يُجريَنا اللهُ فيهم على أحسن عوائده عندنا في أمثالهم؛ فينبغي أن