ويكنى أبا أحمد بابنة أبي الحسين القاسم بن عبيد الله على صداقِ مئة ألف دينار.
وفي آخر جمادى الأولى من هذه السنة وَرَد - فيما ذكر - كتاب من ناحية جُبّى، يذكر فيه أن جُبّى وما يليها جاءها سيل في وادٍ من الجبل، فغرّق نحوًا من ثلاثين فرسخًا، غرق في ذلك خلقٌ كثير، وغرقت المواشي والغَلّات، وخربت المنازل والقُرى، وأخرِج من الغرقى ألف ومئتا نفس، سوى من لم يلحق منهم.
وفي يوم الأحد غرّة رجب خلَع المكتفي على محمَّد بن سليمان كاتب الجيش وعلى جماعة من وجوه القوّاد، منهم محمَّد بن إسحاق بن كُنداجيق، وخليفة بن المبارك المعروف بأبي الأغرّ وابنا كيغَلغ، وبندقة بن كُمُشجور، وغيرهم من القوّاد، وأمرهم بالسمع والطاعة لمحمد بن سليمان، وخرج محمَّد بن سليمان والخِلَع عليه حتى نزل مضربه بباب الشماسيّة، وعسكر هنالك، وعسكر معه جماعة القوّاد الذين أخرِجوا وبرزوا، وكان خروجهم ذلك قاصدين لدمشق ومصر لقبض الأعمال من هارون بن خمارويه؛ لِما تبيّن للسلطان من ضعفه وضعف مَنْ معه وذهاب رجاله بقتل مَنْ قتل منهم القرمطيّ.
ثمَّ رحل لستّ خلون من رجب محمَّد بن سليمان بن باب الشماسيّة ومن ضمّ إليه من الرجال، وهم زهاء عشرة آلاف رجل، وأمر بالجدّ في المسير.
ولثلاث بقين من رجب قرئ في الجامعين بمدينة السلام كتابٌ ورد من إسماعيل بن أحمد من خراسان، يذكر فيه أنّ الترك قصدوا المسلمين في جيش عظيم وخلق كثير، وأنه كان في عسكرهم سبعمئة قبّة تركيّة، ولا يكون ذلك إلَّا للرؤساء منهم، فوُجّه إليه برجل من قُوّاده في جيش ضمّه إليه، ونودي في الناس بالنّفير، فخرج من المطّوّعة ناس كثير، ومضى صاحب العسكر نحو الترك بمَنْ معه، فوافاهم المسلمون وهم غارُّون، فكبسوهم مع الصّبح، فقُتِل منهم خلق كثير، وانهزم الباقون، واستُبِيح عسكرهم، وانصرف المسلمون إلى موضعهم سالمين غانمين (١).
وفي شعبان منها ورد الخبر أنّ صاحب الروم وجّه عشرة صلبان معها مئة ألف