ابن حاجّ، وعقد له على اليمن، فخرج ابن حاجّ لخمس خلون من ذي القعدة، ومضى إلى عمله باليمن، فأقام بها حتى مات.
ولسبعٍ بقين من رجب من هذه السنة، أخرِج مضرب المكتفي، فضرب بباب الشماسيَّة على أن يخرج إلى الشام بسبب ابن الخليج، فوردت خريطة لستّ بقين منه من مصر من قبَل فاتك، يذكر أنَّه والقوّاد زحفوا إلى الخليجيّ، وكانت بينهم حروب كثيرة، وأن آخر حرب جرت بينهم وبينه قتِل فيها أكثر أصحابه، ثمَّ انهزم الباقون، فظفروا بهم، واحتَووْا على معسكرهم، فهرب الخليجيّ حتى دخل الفسطاط، فاستتر بها عند رجل من أهل البلد، ودخل الأولياءُ الفسطاط، فلما استقرّوا بها دُلّ على الخليجي، وعلى مَنْ كان استتر معه ممن شايعه، فقبض عليهم وحبسهم قبَله، فكتب إلى فاتك في حمل الخليجي ومَنْ أخذ معه إلى مدينة السلام، فرُدّت مضارب المكتفي التي أخرجت إلى باب الشماسة، ووجّه في ردّ خزائنه، فردّت وقد كانت جاوزت تكريت (١).
ثمَّ وجّه فاتك بالخليجي من مِصْر وجماعة ممّن أسِر معه مع بِشْر مولى محمَّد بن أبي الساج إلى مدينة السلام.
فلمّا كان في يوم الخميس للنصف من شهر رمضان من هذه السنة أدخِل مدينة السلام من باب الشماسية، وقُدّم بين يديه إحدى وعشرون رجلًا على جمال، وعليهم برانس ودراريع حرير، منهم ابنا بينَك - فيما قيل - وابن أشكال الذي كان صار إلى السلطان من عسكر عمرو الصفار في الأمان، وصندل المزاحِميّ الخادم الأسود.
فلما وصل الخليجيّ إلى المكتفي، فنظر إليه أمر بحبسه في الدار، وأمر بحبس الآخرين في الحديد، فوجّه بهم إلى ابن عمرويه، وكانت إليه الشرطة ببغداد، ثمَّ خلع المكتفي على وزيره العباس بن الحسن خَلعًا، لحسن تدبيره في هذا الفتح، وخلع على بشر الأفشينيّ.
ولخمس خلوْن من شوال أدخل بغداد رأس القرمطيّ المسمى نصرًا الذي كان انتهب هِيت منصوبًا على قناة.