للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢١٢ - فحدّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سَلمة، عن محمَّد بن إسحاق، عن عبد الله بن سهل بن عبد الرحمن بن سَهْل أخي بني حارثة، عن جابر بن عبد الله الأنصاريّ، قال: خرج مَرْحب اليهوديّ من حِصْنهم؛ قد جمع سلاحه وهو يرتجز؛ ويقول:

قد علمَتْ خَيبَرُ أنِّي مَرْحَبُ ... شاكِي السّلاحِ بَطَلٌ مُجَرَّبُ

أطْعَنُ أحْيَانًا وَحِينًا أَضْرِبُ ... إذَا اللُّيوثُ أَقبَلَتْ تَحَرَّبُ

كانَ حِمَايَ للْحِمَى لا يُقْرَبُ

وهو يقول: هَلْ من مبارز! فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: من لهذا؟ فقام محمَّد بن مسلمة؛ فقال: أنا له يا رسول الله؛ أنا والله الموتور الثائر؛ قتلوا أخي بالأمس! قال: فقم إليه؛ اللهمّ أعِنْه عليه.

فلما أن دنا كلُّ واحد منهما مِن صاحبه، دخلت بينهما شجرةٌ عُمْرِيَّةٌ من شجر العُشَر؛ فجعل أحدُهما يلوذ بها من صاحبه؛ فكلَّما لاذَ بها اقتطع بسيفه منها ما دونه منها؛ حتى برز كلُّ واحد منهما لصاحبه، وصارت بينهما كالرَّجل القائم، ما بينهما فَننٌ؛ ثمَّ حمل مرحبٌ على محمَّد فضربه؛ فاتقاه بالدَّرقة فوقع


= فنزل بالرجيع واد بين خيبر وغطفان فتخوف أن تمدهم غطفان فبات به حتى أصبح فغدا عليهم (البداية والنهاية ٣/ ٣٩٩).
وقد صرّح ابن إسحاق بالتحديث عند البيهقي (الدلائل ٤/ ١٩٧) ولفظه: (انصرف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية فنزلت عليه سورة الفتح فيما بين مكة والمدينة، فأعطاه الله فيها خيبر بقوله: {وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ} يعني خيبر فقدم المدينة في ذي الحجة فأقام بها حتى سار إلى خيبر في المحرم). وانظر فتح الباري (٧/ ٤٦٤).
وأما استخلاف سباع بن عرفطة الغفاري على المدينة فصحيح كما أخرج الحاكم في المستدرك من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: لما خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر استعمل سباع بن عرفطة الغفاري بالمدينة. وقال الحاكم: صحيح. وأقره الذهبي (المستدرك مع التلخيص ٣/ ٣٧).
وكذلك جاء استخلاف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لسباع على المدينة من حديث أبي هريرة عند أحمد (٢/ ٣٤٥) والبيهقيُّ في الدلائل (٤/ ١٩٨) والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>