حلف أبينا وأبيه الأتلدا إنا ولدناك فكنت ولدا ثمت أسلمنا فلم تنزع يدا إن قريشًا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك المؤكدا وزعموا أن لست تدعو أحدا فانصر هداك الله نصرًا أيدا وادعوا عباد الله يأتوا مددا فيهم رسول الله قد تجردا [أبيض مثل البدر ينحي صعدا] إن سيم خسفًا وجهه تربّدا فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لبيك لبيك" ثلاثًا "نصرت نصرت" ثلاثًا، ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلما كان بالروحاء، نظر إلي سحاب منتصب فقال: "إن هذا السحاب لينصَبُ بنصر بني كعب" فقال رجل من بني عدي بن عمرو أخو بني كعب بن عمرو: يا رسول الله، ونصر بني عدي؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وهل عدي إلا كعب وكعب إلا عدي" فاستشهد ذلك الرجل في ذلك السفر ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللهم عمّ عليهم خبرنا حتى نأخذهم بغتة" ثم خرج حتى نزل بمرّ، وكان أبو سفيان وحكيم بن حزام وبديل بن ورقاء، خرجوا تلك الليلة حتى أشرفوا علي مر، فنظر أبو سفيان إلي النيران فقال: يا بديل هذه نار بني كعب أهلك فقال: جاشتها إليك الحرب. فأخذتهم مزينة تلك الليلة وكانت عليهم الحراسة فسألوا أن يذهبوا بهم إلي العباس بن عبد المطلب فذهبوا بهم، فسأله أبو سفيان أن يستأذن له من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج بهم حتى دخل على النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله أن يؤمّن له من آمن، فقال: "قد أمنت من أمنت خلا أبا سفيان" فقال: يا رسول الله، لا تحجر علي. فقال: "من أمنت فهو آمن" فذهب بهم العباس إلي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم خرج بهم فقال أبو سفيان: إنا نريد أن نذهب فقال: أسفروا، وقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يتوضأ وابتدر المسلمون وضوءه ينتضحونه في وجوههم، فقال أبو سفيان: يا أبا الفضل، لقد أصبح ملك ابن أخيك عظيمًا فقال: ليس بملك، ولكنها النبوة وفي ذلك يرغبون. وقال الهيثمي: رواه الطبراني في الصغير والكبير وفيه يحيى بن سليمان بن نضلة وهو ضعيف (مجمع الزوائد ٦/ ١٦٤).