قالت: وقال لي: "قولي لأبي بكر وعمر يتجهزا لهذا الغزو". قال: فجاءا إلى عائشة، فقالا: أين يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: فقالت: لقد رأيته غضب فيما كان من شأن بني كعب غضبًا لم أره غضبه منذ زمان من الدهر. وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى عن حزام بن هشام بن حُبيش عن أبيه عنها، وقد وثقهما ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح. (مجمع الزوائد ٦/ ١٦٢). وأخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه أن قائد خزاعة قال: اللهم إني ناشدٌ محمدا حلف أبينا وأبيه الأتلدا انصر هداك الله نصرًا أعتدا وادع عباد الله يأتوا مددا وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وحديثه حسن (مجمع الزوائد ٦/ ١٦٢). وعن ميمونة بنت الحارث زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بات عندها في ليلة فقام يتوضأ للصلاة قالت: فسمعته يقول في متوضئه: "لبيك لبيك" ثلاثًا "نصرت نصرت" ثلاثًا، فلما خرج قلت: يا رسول الله سمعتك تقول في متوضئك لبيك لبيك ثلاثًا -نصرت نصرت ثلاثًا - كأنك تكلم إنسانًا وهل كان معك أحد؟ قال: "هذا راجز بني كعب يستصرخني ويزعم أن قريشًا أعانت عليهم بكر بن وائل" ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر عائشة أن تجهزه، ولا تعلم أحدًا، قالت: فدخل عليها أبو بكر. فقال: يا بنية ما هذا الجهاز؟ فقالت: والله ما أدري، فقال: ما هذا بزمان غزوة بني الأصفر فأين يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: والله لا علم لي، فقالت: فأقمنا ثلاثًا، ثم صلي الصبح بالناس فسمعت الراجز ينشد: =