للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يا عمرو بن سالم! ثم عرض لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - عَنَانٌ من السماء، فقال: إنّ هذه السحابة لتستَهِلّ بنصر بني كعب.

ثم خرج بُدَيل بن ورقاء في نفر من خُزاعة حتى قدِموا علي رسول الله المدينة، فأخبروه بما أصيب منهم، وبمظاهرة قريش بني بكر عليهم؛ ثم انصرفوا راجعين إلى مكة. وقد كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - قال للناس: كأنكم بأبي سفيان قد جاء ليشدّد العَقْد، ويزيد في المدّة (١). (٣: ٤٣/ ٤٤ / ٤٥).


(١) إسناده إلي ابن إسحاق ضعيف ولكن أخرجه ابن هشام من طريق ابن إسحاق هذا وقد صرّح بالتحديث فسنده حسن وأخرجه البيهقي بأطول من هذا (دلائل النبوة ٥/ ٥). وأخرج أبو يعلى فيِ مسنده (ح ٤٣٨٠) عن عائشة قالت: لقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غضب فيما كان من شأن بني كعب غضبًا لم أره غضبه منذ زمان وقال: "لا نصرني الله إن لم أنصر بني كعب".
قالت: وقال لي: "قولي لأبي بكر وعمر يتجهزا لهذا الغزو".
قال: فجاءا إلى عائشة، فقالا: أين يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: فقالت: لقد رأيته غضب فيما كان من شأن بني كعب غضبًا لم أره غضبه منذ زمان من الدهر.
وقال الهيثمي: رواه أبو يعلى عن حزام بن هشام بن حُبيش عن أبيه عنها، وقد وثقهما ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح. (مجمع الزوائد ٦/ ١٦٢).
وأخرج البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه أن قائد خزاعة قال:
اللهم إني ناشدٌ محمدا
حلف أبينا وأبيه الأتلدا
انصر هداك الله نصرًا أعتدا
وادع عباد الله يأتوا مددا
وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عمرو وحديثه حسن (مجمع الزوائد ٦/ ١٦٢).
وعن ميمونة بنت الحارث زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بات عندها في ليلة فقام يتوضأ للصلاة قالت: فسمعته يقول في متوضئه: "لبيك لبيك" ثلاثًا "نصرت نصرت" ثلاثًا، فلما خرج قلت: يا رسول الله سمعتك تقول في متوضئك لبيك لبيك ثلاثًا -نصرت نصرت ثلاثًا - كأنك تكلم إنسانًا وهل كان معك أحد؟ قال: "هذا راجز بني كعب يستصرخني ويزعم أن قريشًا أعانت عليهم بكر بن وائل" ثم خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأمر عائشة أن تجهزه، ولا تعلم أحدًا، قالت: فدخل عليها أبو بكر. فقال: يا بنية ما هذا الجهاز؟ فقالت: والله ما أدري، فقال: ما هذا بزمان غزوة بني الأصفر فأين يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قالت: والله لا علم لي، فقالت: فأقمنا ثلاثًا، ثم صلي الصبح بالناس فسمعت الراجز ينشد: =

<<  <  ج: ص:  >  >>