للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٢٤٠ - فلما نزل مَرّ الظهران خرج أبُو سفيان بن حرب ومعه حَكيم بن حزام.

فحدّثنا أبو كريب، قال: أخبرَنا يُونس بن بكَير، عن محمد بن إسحاق، قال: حدّثني حُسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عباس، عن عكْرمة عن ابن


= أحمد بن عبد الجبار ثنا يونس بن بكير عن ابن إسحاق: قال: حدثنا الزهري عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: مضي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه عام الفتح حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين فسمعت سليم وألفت مزينة وفي كل القبائل عدد وإسلام وأوعب مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المهاجرون والأنصار فلم يتخلف عنه منهم أحد، وقد عميت الأخبار علي قريش فلا يأتيهم خبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يدرون ما هو صانع، وكان أبو سفيان بن الحارث وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثنية العقاب فيما بين مكة والمدينة فالتمسا الدخول عليه فكلمته أم سلمة فقالت: يا رسول الله ابن عمك وابن عمتك وصهرك، فقال: "لا حاجة لي فيهما. أما ابن عمي فهتك عرضي وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي بمكة ما قال، فلما خرج الخبر إليهما بذلك ومع أبي سفيان بن الحارث ابن له فقال: والله ليأذنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو لآخذن بيد ابني هذا ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشًا أو جوعًا فلما بلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رق لهما فدخلا عليه فأنشده أبو سفيان قوله في إسلامه واعتذاره مما كان مضي فيه فقال:
لعمرك إني يوم أحمل راية ... لتغلب خيل اللات خيل محمد
لكالمدلج الحيران أظلم ليله ... فهذا أوان الحق أهدي وأهتدي
فقل لثقيف لا أريد قتالكم ... وقل لثقيف تلك عندي فأوعدي
هداني هاد غير نفسي ودلني ... إلي الله من طردت كل مطرد
أفر سريعًا جاهدًا عن محمد ... وأدعي ولو لم أنتسب لمحمد
هم عصبة من لم يقل بهواهم ... وإن كان ذا رأي يلم ويفند
أريد لأرضيهم ولست بلافظ ... مع القوم ما لم أهد في كل مقعد
فما كنت في الجيش الذي نال عامرًا ... ولا كل عن خير لساني ولا يدي
قبائل جاءت من بلاد بعيدة ... توابع جاءت من سهام وسردد
وإن الذي أخرجتم وشتمتم ... سيسعي لكم سعي امريء غير قعدد
قال: فلما أنشد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - *إلي الله من طردت كل مطرد* ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في صدره فقال: أنت طردتني كل مطرد. (قال) ابن إسحاق: ماتت أم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالأبواء وهي تزور أخوالها من بني النجار.
وقال الحاكم: هذا حديث صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي (المستدرك مع التلخيص ٣/ ٤٤).
قلنا: الإسناد حسن فحديث محمد بن إسحاق حسن إذا صرح بالتحديث والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>