تخلفت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخلت حائطًا فرأيت عريشًا قد رُش بالماء ورأيت زوجتي، فقلت: ما هذا بالإنصاف، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في السموم والحميم وأنا في الظل والنعيم فقمت إلى ناضح فاحتقبته وإلى ثمرات فتزودتها، فنادت زوجتي: إلى أين يا أبا خيثمة؟ فخرجت أريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا كنت ببعض الطريق لقيني عمير بن وهب فقلت لما اطلعت: إنك رجل جريء وإني أعرف لِمَ جئت النبي - صلى الله عليه وسلم - وإني امرؤ مذنب، فتخلف عني حتى أخلو برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فتخلف عني عمير، فلما طلعت على العسكر؛ فرآني الناس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كن أبا خيثمة" فجئت فقلت: كدت أهلك يا رسول الله. فحدثته حديثي فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرًا ودعا لي. وذكره الهيثمي وقال: رواه الطبراني وفيه يعقوب بن محمد الزهري وهو ضعيف (مجمع الزوائد ٦/ ١٩٣). قلنا: ويعقوب بن محمد الزهري هذا ضعفه أبو زرعة وأبو حاتم وأحمد. وقال ابن عدي: ليس بمعروف. فتعقبه الذهبي بقوله: قلت: سبب عدم معرفته ابن عدي به أنه ما لحق أصحابه ولا نشط كتابة حديثه عن أصحاب أصحابه وإلّا فالرجل مشهور مكثر ونقل الذهبي قول ابن سعد فيه: جالس العلماء وكان حافظًا وقال ابن معين: ما حدّث عن الثقات فاكتبوه (الميزان ٤/ ٤٥٤ / ت ٩٨٢٦). قلنا: ومثل هذا يصلح حديثه في الشواهد والمتابعات والله تعالى أعلم. وفي حديث مسلم تأييد لأصل القصة أي تخلفه في بداية الغزوة ثم لحوقه برسول الله - صلى الله عليه وسلم - إضافة إلى ما سبق فقد قال الحافظ ابن كثير بعد سرده لقصة أبي خيثمة عن ابن إسحاق معضلًا: وقد ذكر عروة بن الزبير وموسى بن عقبة قصة أبي خيثمة بنحوٍ من سياق محمد بن إسحاق وأبسط (البداية والنهاية ٣/ ٦٧٤) وهذه الطرق تتقوى ببعضها ويؤيدها ما في رواية مسلم والله تعالى أعلم.