للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طيّئ، فأخبر بذلك رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ألم أنهكم أن يخرج منكم أحدٌ إلا ومعه صاحب له! ثم دعا للّذي أصيب على مذهبه فشُفِيَ، وأما الآخر الذي وقع بجبلَي طيّئ؛ فإنّ طيئًا هدتْهُ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قدم المدينة.

قال أبو جعفر: والحديث عن الرجلين (١). (٣: ١٠٥).

٢٧٧ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة، عن ابن إسحاق، عن عبد الله بن أبي بكر، عن العبّاس بن سهل بن سعد الساعديّ: فلما أصبح النّاس -ولا ماءَ معهم- شكَوْا ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - , فدعا الله، فأرسل الله سحابة فأمطرت حتى ارتوَى الناس، واحتملوا حاجتهم من الماء (٢). (٣: ١٠٥).


(١) هكذا ذكر الطبري هذا الخبر عن ابن إسحاق وكذلك أخرجه ابن هشام عن ابن إسحاق معضلًا (٢/ ٥٢١) ولكن ابن كثير أخرج هذه الرواية من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم عن العباس بن سهل الساعدي به (كما عند ابن إسحاق) (البداية والنهاية ٣/ ٦٧٨).
وهذا إسناد مرسل حسن إلى مرسله (العباس).
وأخرج البخاري في صحيحه / باب قوله تعالى {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} (ح / ٣٣٧٩).
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم أن لا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها فقالوا: قد عجنا منها واستقينا. فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين، ويهريقوا ذلك الماء.
والحديث أخرجه مسلم / باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم (ح ٢٩٨١).
وليس في رواية الصحيحين ما ورد في الشطر الأخير من رواية الطبري وابن كثير عن الرجلين والله تعالى أعلم.
(٢) هذا إسناد مرسل ضعيف وله ما يؤيده من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما أخرج البزار والطبراني عن ابن عباس قال: قيل لعمر بن الخطاب: حدثنا عن شأن العسرة؟ فقال عمر:
خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك في قيظٍ شديد، فنزلنا منزلًا، أصابنا فيه عطش شديد حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى إن كان أحدنا يذهب يلتمس الخلاء حتى يظن أن رقبته تنقطع وحتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويضعه على بطنه.
فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله: إن الله عوّدك في الدعاء خيرًا، فادع الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أتحب ذلك يا أبا بكر؟ " قال: نعم. قال: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء، فأظلت ثم سكبت، فملؤوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>