وهذا إسناد مرسل حسن إلى مرسله (العباس). وأخرج البخاري في صحيحه / باب قوله تعالى {وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا} (ح / ٣٣٧٩). عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم أن لا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها فقالوا: قد عجنا منها واستقينا. فأمرهم أن يطرحوا ذلك العجين، ويهريقوا ذلك الماء. والحديث أخرجه مسلم / باب لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا أنفسهم (ح ٢٩٨١). وليس في رواية الصحيحين ما ورد في الشطر الأخير من رواية الطبري وابن كثير عن الرجلين والله تعالى أعلم. (٢) هذا إسناد مرسل ضعيف وله ما يؤيده من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه كما أخرج البزار والطبراني عن ابن عباس قال: قيل لعمر بن الخطاب: حدثنا عن شأن العسرة؟ فقال عمر: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى تبوك في قيظٍ شديد، فنزلنا منزلًا، أصابنا فيه عطش شديد حتى ظننا أن رقابنا ستنقطع، حتى إن كان أحدنا يذهب يلتمس الخلاء حتى يظن أن رقبته تنقطع وحتى إن الرجل لينحر بعيره فيعصر فرثه فيشربه ويضعه على بطنه. فقال أبو بكر الصديق: يا رسول الله: إن الله عوّدك في الدعاء خيرًا، فادع الله، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أتحب ذلك يا أبا بكر؟ " قال: نعم. قال: فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يديه فلم يرجعهما حتى قالت السماء، فأظلت ثم سكبت، فملؤوا ما معهم، ثم ذهبنا ننظر فلم نجدها جاوزت العسكر. =