وقد ذكر الحافظ في شرحه لهذا الحديث وجه الجمع بين الروايتين وقال: وفي المختارة من وجه آخر عن أنس تزوج خمس عشرة دخل منهم بإحدى عشرة ومات عن تسع (فتح الباري ١/ ٥٠٣). قلنا: ولقد جاء ذكر أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - مع التفاصيل متفرقًا في السيرة النبوية كما مرّ بنا خلال مراجعتنا وتحقيقنا لروايات الطبري رحمه الله ولقد ذكر الحافظ ابن كثير رواية من مراسيل الزهري عن ترتيب زواجهن من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال: سقناه بالسند لغرابة ما فيه من ذكره تزويج سودة بالمدينة والصحيح أنه كان بمكة قبل الهجرة كما قدمناه والله أعلم (البداية والنهاية ٤/ ٦٢). ثم قال الحافظ ابن كثير: قال يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق قال: ماتت خديجة بنت خويلد قبل أن يهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بثلاث سنين لم يتزوج عليها امرأة حتى ماتت هي وأبو طالب في سنة. فتزوج بعد خديجة سودة بنت زمعة ثم تزوج بعد سودة عائشة بنت أبي بكر لم يتزوج بكرًا غيرها ولم يصب منها ولدًا حتى مات، ثم تزوج بعد عائشة حفصة بنت عمر، ثم تزوج بعد حفصة زينب بنت خزيمة الهلالية أم المساكين ثم تزوج بعدها زينب بنث جحش ثم تزوج بعدها جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار. قال: ثم تزوج بعد جويرية صفية بنت حيي بن أخطب ثم تزوج بعدها ميمونة بنت الحارث الهلالية فهذا الترتيب أحسن وأقرب مما رتبه الزهري والله أعلم (البداية والنهاية ٦٣/ ٤). قلنا: واختيار الحافظ ابن كثير لترتيب ابن إسحاق تؤيده الروايات المتناثرة في ثنايا السيرة بين المغازي والبعوث والسرايا والأحداث كما مر بنا في قسم الصحيح. وكذلك ذكر الحافظ ابن حجر ترتيب زواجهن قريبًا مما ذكره الحافظ ابن كثير فقال: لم تكن تحته امرأة سوى سودة (أي بعد وفاة خديجة في مكة وذلك قبل الهجرة). ثم دخل على عائشة بالمدينة ثم تزوج أم سلمة وحفصة وزينب بنت خزيمة في السنة الثالثة والرابعة ثم تزوج زينب بنت جحش في الخامسة ثم جويرية في السادسة ثم صفية وأم حبيبة وميمونة في السابعة وهؤلاء جميع من دخل بهن من الزوجات بعد الهجرة على المشهور. اهـ. (فتح الباري ١/ ٥٠٣). وكذلك تحدث الإمام ابن قيم الجوزية عن هذا الترتيب مع تقديم وتأخير يسير وكما يلي: (أولاهن خديجة ثم سودة بنت زمعة، ثم عائشة الصديقة ثم حفصة بنت عمر ثم زينب بنت خزيمة ثم أم سلمة، ثم زينب بنت جحش وجويرية بنت، الحارث، ثم أم حبيبة وصفية بنت =