للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وجعه الذي تُوفي فيه، فقال الناس: يا أبا حسن. كيف أصبَح رسولُ الله؟ قال: أصبح بحمد الله بارئًا، فأخذ بيده عبّاس بن عبد المطلب، فقال: ألا تَرَى أنك بعد ثلاث عَبْدُ العصا! وإني أرَى رسول الله سيُتَوفَّى في وجعه هذا؛ وإنّي لأعرفَ وجوه بني عبد المطلب عند الموت؛ فاذهب إلى رسول الله فسلْه فيمَنْ يكون هذا الأمر؟ فإن كان فينا علِمْنَا ذلك، وإن كان في غيرنا أمر به فأوصَى بنا. قال عليٌّ: والله لئن سألناها رسولَ الله فمنَعنَاها لا يعطيناها النّاس أبدًا؛ والله لا أسألها رسولَ الله أبدًا (١). (٣: ١٩٣).

٣٤٦ - حدَّثنا ابنُ حُميد، قال: حدَّثنا سلَمة، قال: حدَّثنا محمدُ بن إسحاق، عن الزُّهريّ، عن عبد الله بن كعب بن مالك، عن عبد الله بن عبّاس، قال: خرج يومئذ عليّ بن أبي طالب على الناس من عند رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم ذكر نحوه؛ غير أنه قال في حديثه: أحلف بالله لقد عرفت الموتَ في وجه رسول الله كما كنت أعرفه في وجوه بني عبد المطلب؛ فانطلقْ بنا إلى رسول الله؛ فإن كان هذا الأمر فينا علمنا، وإن كان في غيرنا أمَرنا فأوصى بنا الناس؛ وزاد فيه أيضًا: فتوفّى رسولُ الله حين اشتدّ الضُّحَى من ذلك اليوم (٢). (٣: ١٩٣).

٣٤٧ - حدَّثنا سعيد بن يحيى الأمويّ، قال: حدَّثنا أبي، عن عروة، عن عائشة، قالت: قال لنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: أفرغوا عليّ من سبع قِرَب من سبع آبار شتّى، لعلّي أخرج إلى الناس فأعهَدَ إليهم (٣). (٣: ١٩٣).

٣٤٨ - قال محمد، عن محمد بن جعفر، عن عروة، عن عائشة، قالت: فصببنا عليه من سبع قرَب، فوجد راحةً، فخرج فصلّى بالناس، وخطَبهم،


(١) هذا إسناد حسن صحيح والحديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه كتاب المغازي باب مرضه ووفاته - صلى الله عليه وسلم - ح ٤٤٤٧ والله تعالى أعلم.
(٢) إسناده إلى ابن إسحاق ضعيف وأخرجه ابن هشام من طريق ابن إسحاق هذا وقد صرّح بالتحديث فإسناده حسن والله تعالى أعلم.
(٣) رجال هذا الإسناد رجال الصحيح، وهو جزء من حديث صحيح أخرجه البخاري مع اختلاف يسير.
فقد أخرج البخاري (كتاب المغازي ح ٤٤٤٢) أن عائشة زوج النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قالت: لما ثقل رسول الله واشتد وجعه .... الحديث وفيه: قال: هريقوا عليّ من سبع قرب لم تحلل أوكيتهن لعليّ أعهد إلى الناس .... إلى آخر الحديث والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>