حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة بن عمار، حدثنا شداد بن عبد الله أبو عمار، ويحيى بن أبي كثير عن أبي أمامة - قال عكرمة: ولقي شداد أبا أمامة وواثلة وصحب أنسًا إلى الشام وأثنى عليه فضلًا وخيرًا -. قال: قال عمرو بن عبسة السُّلمي: كنت وأنا في الجاهلية أظنُّ: أن الناس على ضلالة، وأنهم ليسوا على شيء؛ وهم يعبدون الأوثان، فسمعت برجل بمكة يخبر أخبارًا، فقعدت على راحلتي، فقدمت عليه؛ فإذا رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - مستخفيًا جُرَآءُ عليه قومه، فتلطفتُ حتى دخلت عليه بمكة، فقلت له: ما أنت؟ قال:"أنا نبيٌّ". فقلت: وما نبيٌّ؟ قال:"أرسلني الله"، فقلت: وبأي شيء أرسلك؟ قال:"أرسلني بصلة الأرحام، وكسر الأوثان، وأن يوحَّد الله لا يشرك به شيء". قلت له: فمن معك على هذا؟ قال:"حرٌّ، وعبدٌ"، قال: ومعه يومئذٍ: أبو بكر، وبلال ممَّن آمن به ...
٤ - أخرج البخاري في صحيحه (ح / ٣٦٦١): حدثنا هشام بن عمار، حدثنا صدقة بن خالد، حدثنا زيد بن واقد عن بسر بن عبيد الله، عن عائذ الله أبي إدريس، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: كنت جالسًا عند النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - إذ أقبل أبو بكر آخذًا بطرف ثوبه حتى أبدى عن ركبته، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "أما صاحبكم فقد غامَرَ فسلَّم". وقال: يا رسول الله! إني كان بيني وبين ابن الخطاب شيء، فأسرعت إليه، ثم ندمت فسألته أن يغفر لي، فأبى عليَّ فأقبلت إليك. فقال:"يغفر الله لك يا أبا بكر؟ " ثلاثًا، ثم إن عمر ندم فأتى منزل أبي بكر، فسأل: أثمَّ أبو بكر؟ فقالوا: لا، فأتى إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعل وجه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يتمعر حتى أشفق أبو بكر فجثا على ركبتيه، فقال: يا رسول الله! والله أنا كنت أظْلَمَ (مرتين) فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: "إن الله بعثني إليكم فقلتم: كذبت، وقال أبو بكر: صدق، وواساني بنفسه وماله فهل أنتم تاركو لي صاحبي؟ ". (مرتين) فما أوذي بعدها. صحيح.
وأخرجه البخاري أيضًا (٤٦٤٠)، وأحمد في فضائل الصحابة (٢٩٧).
٥ - أخرج البخاري في صحيحه (ح / ٣٦٧٥): حدثني محمد بن بشار، حدثنا يحيى عن سعيد عن قتادة: أن أنس بن مالك رضي الله عنه حدثهم: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - صَعدَ أُحُدًا، وأبو بكر، وعمر، وعثمان، فرجف بهم، فقال: "اثبت أحد،