[قلنا: (المحققان)]: ونود أن نذكر هنا الحديث الذي أشار إليه ابن كثير. قال ابن كثير: (أخرج الدارقطني من حديث عبد الوهاب بن موسى الزهري عن مالك عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب عن ابن عمر قال: لما برز أبو بكر واستوى على راحلته (لقتال المرتدين بنفسه) أخذ علي بزمامها وقال: إلى أين يا خليفة رسول الله. أقول لك ما قال لك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد: شِمْ سيفك؟ ولا تفجعنا بنفسك وارجع إلى المدينة فوالله لئن فجعنا بك، لا يكون للإسلام نظام أبدًا). ثم قال ابن كثير: هذا حديث غريب من طريق مالك، وقد رواه زكريا الساجي من حديث عبد الوهاب بن موسى بن عبد العزيز بن عمر بن عبد الرحمن بن عوف [و] الزهري أيضًا عن أبي الزناد عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة قالت: خرج أبي شاهرًا سيفه راكبًا على راحلته إلى وادي الفصة فجاء علي بن أبي طالب فأخذ بزمام راحلته فقال: إلى أين يا خليفة رسول الله؟ ! أقول لك ما قال رسول الله يوم أحد: لم سيفك ولا تفجعنا بنفسك، فوالله لئن أصبنا بك لا يكون للإسلام بعدك نظام أبدًا، فرجع وأمضى السيف (البداية والنهاية ٦/ ٣١٩) وانظر (كنز العمال ٣/ ١٤٣). ولكن ما حصل من فاطمة رضي الله عنها عتب على الصديق بسبب ما كانت متوهمة من أنها تستحق ميراث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم تعلم بما أخبرها به الصديق رضي الله عنه. أنه قال: (لا نورث ما تركناه فهو صدقة) فحجبها وغيرها من أزواجه وعمه عن الميراث بهذا النص الصريح كما سنبين ذلك في موضعه، فسألته أن ينظر علي في صدقة الأرض التي بخيبر وفدك فلم يجبها إلى ذلك. لأنه رأى أن حقًّا عليه أن يقوم في جميع ما كان يتولاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. وهو الصادق البار الراشد التابع للحق رضي الله عنه فحصل لها وهي امرأة ليست براجية العصمة عتب وتغضب ولم تكلم الصديق حتى ماتت واحتاج علي أن يراعي خاطرها بعض الشيء، فلما ماتت بعد ستة أشهر من وفاة أبيها - صلى الله عليه وسلم - رأى علي أن يجدد البيعة مع أبي بكر رضي الله عنه كما سنذكر في الصحيحين وغيرهما فيما بعد إن شاء الله تعالى مما تقدم له من البيعة قبل دفن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ويزيد ذلك صحة قول موسى بن عقبة في مغازيه: عن سعد بن إبراهيم حدثني أبي أن أباه عبد الرحمن بن عوف كان مع عمر وإن محمد بن مسلمة كسر سيف الزبير ثم خطب أبو بكر واعتذر إلى الناس وقال: ما كنت حريصًا على الإمارة =