وأخرج البخاري نحوه عن أنس بن مالك أنه سمع خطبة عمر الأخيرة حين جلس على المنبر وذلك الغد من يوم توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر صامت لا يتكلم. قال: كنت أرجو أن يعيش رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى يدبرنا -يريد ذلك أن يكون آخرهم- فإن يك محمد قد مات فإن الله قد جعل بين أظهركم نورًا تهتدون به هدي الله محمدًا وأن أبا بكر صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وثاني اثنين وأنه أولى المسلمين بأموركم، فقدموا فبايعوه وكانت طائفة قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة وكانت بيعة العامة على المنبر) اهـ. ولقد أخرج الذهبي الروايات الصحيحة في مبايعة علي لأبي بكر رضي الله عنهما والتي أخرجها الأئمة الآخرون فقد ذكرها الحافظ ابن كثير رحمه الله: وقال الحافظ البيهقي: أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الحافظ الإسفراييني حدثنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ حدثنا أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وابن إبراهيم بن أبي طالب قالا: حدثنا ميدار بن يسار، وحدثنا أبو هشام المخزومي حدثنا وهيب حدثنا داود بن أبي هند حدثنا أبو نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واجتمع الناس في دار سعد بن عبادة وفيهم أبو بكر وعمر قال: فقام خطيب الأنصار فقال: أتعلمون أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان من المهاجرين وخليفته من المهاجرين. ونحن كنا أنصار رسول الله ونحن أنصار خليفته كما كنا أنصاره. قال: فقام عمر بن الخطاب، فقال: صدق قائلكم أما لو قلتم على غير هذا لم نبايعكم، وأخذ بيد أبي بكر. وقال: هذا صاحبكم فبايعوه فبايعه عمر وبايعه المهاجرون والأنصار. قال: فصعد أبو بكر فنظر في وجوه القوم فلم ير الزبير. قال: فدعا بالزبير فجاء فقال: قلت: ابن عمة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وحواريه أردت أن تشق عصا المسلمين؟ فقال: لا تثريب يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقام فبايعه. ثم نظر في وجوه القوم فلم ير عليا فدعا بعلي بن أبي طالب. فجاء فقال: قلت: ابن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وختنه على ابنته أن تشق عصا المسلمين. قال: لا تثريب يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبايعه. هذا أو معناه، وقال أبو علي الحافظ: سمعت محمد بن إسحاق بن خزيمة يقول: جاءني مسلم بن الحجاج فسألني عن هذا الحديث فكتبته له في رقعة وقرأته عليه، وهذا حديث يسوي بدنة بل يسوي بدرة. وقد رواه البيهقي عن الحاكم وأبي محمد بن حامد المقري كلاهما عن أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم عن جعفر بن محمد بن شاكر عن عفان بن مسلم عن وهيب به ولكن ذكر: أن الصديق هو القائل لخطيب الأنصار بدل عمر. وفيه: أن زيد بن ثابت أخذ بيد أبي بكر فقال: هذا صاحبكم فبايعوه ثم انطلقوا فلما قعد أبو بكر على المنبر نظر في وجوه القوم فلم يرَ عليًّا فسأل عنه فقام ناس من الأنصار فأتوا به فذكر نحو ما تقدم ثم ذكر قصة الزبير بعد علي فالله أعلم- وقد رواه علي بن عاصم عن الجريدي عن =