للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في هذه الأموال التي كانت بيني وبينكم غيرَ الخير؛ ولكنّي سمعت رسول الله يقول: "لا نورَث؛ ما تركنا فهو صدقة، إنما يأكل آل محمد في هذا المال"؛ وإني أعوذ بالله لا أذكر أمرًا صنعه محمد رسول الله إلَّا صنعتُه فيه إن شاء الله.

ثم قال عليٌّ: موعدك العشيَّة للبَيعة، فلمَّا صلى أبو بكر الظُّهْرَ أقبلَ على النَّاس، ثم عذر عليًّا ببعض ما اعتذر، ثم قام عليٌّ فعظَّم من حق أبي بكر، وذكر فضيلته وسابقته، ثم مضى إلى أبي بكر فبايعه. قالت: فأقبل الناس إلى عليّ فقالوا: أصبت وأحسنت، قالت: فكان الناس قريبًا إلى عليّ حين قاربَ الحق والمعروف (١). (٣: ٢٠٧/ ٢٠٨ / ٢٠٩).

٥ - حدَّثنا ابنُ حميد، قال: حدَّثنا سلَمة عن محمد بن إسحاق، عن حسين بن عبد الله، عن عِكْرمة، عن ابن عباس، قال: والله إني لأمشي مع عمر في خلافته؛ وهو عامد إلى حاجة له، وفي يده الدِّرَّة، وما معه غيري. قال: وهو يحدِّث نفسه، ويضرب وَحْشيَّ قدمه بدِرَّته، قال: إذ التفت إليّ فقال: يا بنَ عباس! هلْ تدري ما حملني على مقالتي هذه التي قلت حين توفَّى الله رسوله؟ قال: قلت: لا أدري يا أميرَ المؤمنين أنت أعلم، قال: والله إنْ حَمَلني على ذلك إلَّا أنّي كنتُ أقرأ هذه الآية: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيكُمْ شَهِيدًا}؛ فوالله إنّي كنت لأظن: أن رسولَ الله سيبقى في أمّته حتى يشهد عليها بآخر أعمالها؛ فإنه للّذي حملني على أن قلتُ ما قلت (٢). (٣: ٢١٠).


(١) حديث صحيح أخرجه البخاري في صحيحه (باب قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا نورث ما تركنا صدقة) من طريق هشام عن معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة وأخرجه البخاري في صحيحه (المغازي ٥/ ٨١ - باب غزوة خيبر) ومسلم في الجهاد والسير (باب قول النبي - صلى الله عليه وسلم - لا نورث ما تركنا صدقة / ح ١٧٥٩) وكذلك رواه البخاري في مواضع أخرى عن عائشة رضي الله عنها مع اختلاف في الألفاظ وقد استشهد بها ابن كثير ثم قال عقبها: فهذه البيعة التي وقعت من علي بيعة مؤكدة للصلح الذي وقع بينهما وهي ثانية للبيعة التي ذكرناها أولًا يوم السقيفة كما رواه ابن خزيمة وصححه مسلم بن الحجاج ولم يكن علي مجانبًا لأبي بكر هذه الستة الأشهر بل كان يصلي وراءه ويحضره عنده للمشورة. (البداية والنهاية ٥/ ٢٥٠).
(٢) إسناده ضعيف وهو حديث صحيح أخرجه ابن هشام من طريق ابن إسحاق [حدثني الزهري حدثني أنس بن مالك] (السيرة النبوية ٢/ ٣٧٢) وصحح ابن كثير إسناده، وكذلك أخرجه الذهبي عن أنس وفي آخره، وكانت طائفة منهم بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة وكانت =

<<  <  ج: ص:  >  >>