والحق يقال فإن سيف بن عمر عمدة في التأريخ، كما قال ابن حجر؛ الذي لم يقل هذه العبارة اعتباطًا، وإنما سبر رواياته التأريخية، ثم قال: ضعيف في الحديث، عمدة في التأريخ، وكذلك قال الذهبي: كان أخباريًا عارفًا بالتأريخ. أما ما لم نذكره في الصحيح من روايات سيف فسنعلق عليها في قسم الضعيف من عهد الخلفاء الراشدين. ولله المنة والفضل. فإن كنا قد أصبنا في تقسيمنا لروايات الأسود العنسي في تأريخ الطبري؛ فمن الله التوفيق، وإن كنا قد أخطأنا؛ فمن أنفسنا، ونستغفر الله. أما الرواية (٣٠) من طريق سيف عن ابن عمر قال: (أتى الخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - من السماء الليلة التي قتل فيها العنسي ليبشرنا، فقال: "قتل العنسي البارحة، قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين": قيل: ومن هو؟ قال: "فيروز. فاز فيروز". فلم نجد له متابعًا. وكذلك قوله في نهاية الرواية (٣٢) قال: وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه: "إن الله قتل الأسود الكذاب العنسي، قتله رجل من إخوانكم، وقوم قد أسلموا وصدقوا". فلم نجد من يتابع سيفًا في روايته هذه والله أعلم، إلَّا أنا ذكرنا: أن البخاري أخرج في صحيحه حديث أبي هريرة الذي فيه: أنه - صلى الله عليه وسلم - رأى منامًا، وأوَّله بزوال كذابين يخرجان من بعده، ثم حديث ابن عباس الذي يقول فيه عبد الله رضي الله عنه: أحدهما: العنسي؛ الذي قتله فيروز باليمن، والآخر: مسيلمة الكذاب. (صحيح البخاري ح ٤٣٧٩) والحمد لله أولًا وآخرًا. (١) إسناده ضعيف وقد تحدثنا عن إسناده ومتنه في روايات الطبري عن إنفاذ أبي بكر لجيش أسامة فراجعهما هناك (١٧ - ٢٣).