والرواية الثانية فقد قال الحافظ: وأخرج محمد بن عثمان بن أبي شيبة في تأريخه من طريق خلاد بن يحيى عن خالد بن سعيد عن أبيه قال: (بعث رسولا الله - صلى الله عليه وسلم - خالد بن سعيد بن العاص إلى اليمن، وقال: "إذا مررت بقرية ... " الحديث. (الإصابة ٤/ ٥٦٩ / ت ٥٩٨٤). قلنا: أما الإسناد الأول؛ فهو معضل، وأما الإسناد الثاني؛ فهو إسناد مرسل وهو صحيح إلى مرسله. وأخرج البلاذري قال: حدثني بكر بن الهيثم قال: حدثني عبد الرزاق بن همام اليماني عن مشايخ حدثوه من أهل اليمن: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولى خالد بن سعيد بن العاص صنعاء، فأخرجه العنسي الكذاب عنها، وأنه ولّى المهاجر بن أبي أمية على كندة، وزياد بن لبيد الأنصاري على حضرموت والصدف، وهم ولد مالك بن مرتع بن معاوية بن كندة (فتوح البلدان). قلنا: وهذا إسناده ضعيف كما ترى. ١٥ - أما عبيد بن صخر بن لوذان الأنصاري؛ فقد ترجم له الحافظ في الإصابة في تمييز الصحابة، وقال: ذكره البغوي، وغيره في الصحابة، وقال ابن السكن: له صحبة ولم يصح سند حديثه وأخرجه هو، والبغوي، والطبري من طريق سيف بن عمر بن سهل بن يوسف عن أبيه عن عبيد بن صخر بن لوذان قال: أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - عمال اليمن جميعًا فقال: "تعاهدوا القرآن بالمذاكرة ... " الحديث. وفيه: لما مات باذام فرّق النبي - صلى الله عليه وسلم - أعماله بين شهر بن باذام، وعامر بن شهر، وأبي موسى، والطاهر بن أبي هالة، وخالد بن سعيد، وعمرو بن حزم. وأخرج ابن السكن والطبري من هذا الوجه إلى صخر: وكان ممن بعثه النبي - صلى الله عليه وسلم - مع عمال اليمن (الإصابة ٤/ ٣٣٤ / ت ٥٣٥٩). قلنا: وهاتان روايتان ضعيفتان، فمدارهما على سيف بن عمر، والله أعلم. ١٦ - أما جشيش الديلمي؛ فقد ترجم له الحافظ في الإصابة (١/ ٦٣٥ / ت ١٢٩٠) فيمن أدرك الجاهلية ولم يَرِدْ: أنه رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال: كان ممن أعان على قتل الأسود الكذاب. ذكره الطبري، واستدركه ابن فتحون. اهـ. ثم ذكر الحافظ رواية سيف في كتابه (الردّة) والتي فيها: أنه - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى جشيش وإلى داذويه وإلى فيروز يأمرهم بمحاربة الأسود العنسي. وأنه أخرجه من وجهين عن ابن عباس ثم قال: وكذلك ذكره الواقدي من رواية همام بن منبه (الإصابة ١/ ٦٣٥). قلنا: أما رواية سيف؛ فضعيفة، وكذلك رواية الواقدي، فهو متروك. (خلاصة القول في روايات قصة الأسود العنسي وما جرى بينه وبين عمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمرائه وبعوثه إلى اليمن): نقول وبالله التوفيق: لقد جعلنا الأصل في روايات الطبري حول هذا الموضوع ضعيفة لأنها من طريق سيف بن عمر، ثم حاولنا أن نجمع ما وجدناه في =