وهناك رواية رابعة عند البلاذري تخالف هذه الروايات الثلاث؛ فقد أخرج البلاذري: قال: أخبرني بكر بن الهيثم قال: حدثني ابن أنس اليماني عمن أخبره عن النعمان بن برزج؛ أحد الأبناء: أن عامل النبي - صلى الله عليه وسلم - الذي أخرجه الأسود عن صنعاء: أبان بن سعيد بن العاص، وأن الذي قتل الأسود العنسي هو فيروز الديلمي، وأن قيسًا وفبروز ادعيا قتله وهما بالمدينة فقال عمر: قتله هذا الأسد، يعني: فيروز (فتوح البلدان / ١٤٨) وهذا إسناد منقطع إلَّا أن قول عمر: (قتله هذا الأسد، يعني: فيروز) قد أخرج نحوه البخاري في تأريخه كما ذكرنا سابقًا وبلفظ: فقال عمر: هذا فيروز قاتل الكذاب (الكبير ٤/ ١ / ١٣٦). ١٢ - أما زياد بن لبيد الأنصاري الذي ذكره سيف فيمن بعثهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عمالًا له على اليمن (الطبري ٢٥). فكذلك ذكره خليفة بن خياط في تأريخه: تسمية عماله - صلى الله عليه وسلم - وفيه: وفرق اليمن فاستعمل على صنعاء خالد بن سعيد بن العاص، وعلى كندة، والصدف المهاجر بن أبي أمية، وعلى حضرموت زياد بن لبيد الأنصاري أحد بني بياضة، ومعاذ بن جبل على الجند، والقضاء، وتعليم الناس الإسلام، وشرائعه، وقراءة القرآن، وولى أبا موسى الأشعري زبيد، ورِقع، وعدن، والساحل، وجعل قبض الصدقات من العمال الذين بها إلى معاذ بن جبل. وبعث عمر بن حزم إلى بلحارث بن كعب، وأبا سفيان بن حرب إلى نجران (تأريخ خليفة / ٩٧). أما البلاذري فهو يقول بإجماع أصحاب المغازي والسير: أنه - صلى الله عليه وسلم - بعث زياد بن لبيد على حضرموت، فقال: وأجمعوا جميعًا: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولى زياد بن لبيد حضر موت (فتوح البلدان / ٩٣). ١٣ - أما المهاجر بن أبي أمية والذي ذكره الطبري في روايته (٢٥) من طريق سيف، وأنه كان ممن أرسله النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن؛ فقد أخرج الطبراني عنه، قال: وفدت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرحب بي، وأدنى مجلسي، فلما أردت الرجوع؛ كتب ثلاث كتب: كتاب خاص بي فضَّلني فيه على قومي: (بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله إلى المهاجر بن أبي أمية: إن وائلًا يستسعيني ونوفلًا على الأقيال حيث كانوا من حضرموت ... الحديث). كما أشار الحافظ في الإصابة وذكر كذلك عن الزبير قوله: شهد بدرًا مع المشركين وقتل أخواه يومئذ: هشام ومسعود وكان اسمه الوليد، فغيّره النبي - صلى الله عليه وسلم - وولَّاه لما بعث العمال على صدقات صنعاء، فخرج عليه الأسود العنسي (الإصابة ٦/ ١٨٠ / ت ٨٢٧١)، (مؤتلف الدارقطني ١٦٣)، (أسد الغابة ٥١٣٤)، (الاستيعاب ٢٥٣). ١٤ - أما خالد بن سعيد بن العاص الذي ذكره سيف بن عمر (رواية الطبري ٢٤ - ٢٥) فقد وجدنا الحافظ قد ذكر روايتين في ذلك؛ الأولى قال فيها: وروينا في مناقب الشافعي =