هذا الحديث، ونقل عن ابن معين قوله: لا يصح هذا الحديث (حاشية السنن ١/ ٨٨). قلنا: ومن الذين ضعفوه كذلك ابن حزم في المحلى (٨١١) والنووي في المجموع (٢/ ٧٢) وقد صححه غير واحد، كما أخرجه الحاكم مختصرًا جدًّا وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي (المستدرك ١/ ٣٩٥)، وابن حبان في صحيحه (موارد الظمآن / ٢٠٢) وصححه الطحاوي (٢/ ٤١٩) وابن كثير في تفسيره (٤/ ٢٩٨) وغيرهم. ومن أراد المزيد عن حديث عمرو بن حزم وكتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أهل اليمن؛ فليراجع ما كتبه الأستاذ الباغندي في حاشية مسند عمر بن عبد العزيز، فقد رجَّح قول من صححوا الحديث على قول من ضعفوه، وذكر طرق الحديث المختلفة، فجزاه الله خيرًا (راجع مسند عمر بن عبد العزيز / تحقيق الباغندي / ح ٨٠). ولقد ترجم الحافظ لعمرو بن حزم بن لوذان الأنصاري في الصحابة، وقال: شهد الخندق وما بعدها، واستعمله النبي - صلى الله عليه وسلم - على نجران (الإصابة في تمييز الصحابة ٦/ ٥١٢ / ت ٥٨٢٦). ١١ - أما قيس بن عبد يغوث بن المكشوح الذي تحدث عنه سيف طويلًا في رواية الطبري (٢٩) فقد قال الحافظ: واختلف في صحبته، وقيل: إنه لم يسلم إلا في خلافة أبي بكر أو عمر، لكنهم ذكروا: أنه كان ممن أعان على قتل الأسود العنسي الذي ادعى النبوة باليمن، فهذا يدلّ على أنه أسلم في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبر بقتل الأسود في الليلة التي قُتل فيها وذلك قبل موت النبي - صلى الله عليه وسلم - بيسير، وممن ذكر ذلك محمد بن إسحاق في السيرة (الإصابة ٥/ ٤٠٤ / ت ٧٣٢٨). وقال الحافظ: وكان ممن ارتد عن الإسلام باليمن، وقتل داذويه الفارسي، كما تقدم ذلك في ترجمته، وطلب فيروز ليقتله، ففرّ منه إلى خولان، ثم راجع الإسلام، وهاجر، وشهد الفتوح، وله في فتوح العراق آثار شهيرة في القادسية، وفي فتح نهاوند وغيرها، وتقدم له ذكر في ترجمة عمرو بن معد يكرب (الإصابة ٥/ ٤٠٤) وراجع أسد الغابة (٤٤٠٥). قلنا: وقد ذكرت رواية أخرى من غير طريق سيف بن عمر: أنه (أي: قيس بن المكشوح) شارك في قتل الأسود العنسي: فقد أخرج خليفة بن خياط عن أبي الحسن عن يعقوب بن داود الثقفي قال: سُئل أشياخنا بصنعاء عن مقتل الأسود العنسي، فقالوا: كنا نسمع آباءنا يذكرون: أن داذويه، وقيسًا، وفيروز دخلوا عليه بيته فحطم فيروز عنقه فقتله. (تأريخ خليفة / ١١٧). قلنا: وهذا إسناد ضعيف. وكذلك أخرج خليفة فقال: وحدثنا أبو الحسن عن عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري قال: دخل عليه فيروز، وداذويه، وقيس (تأريخ خليفة / ١١٧). قلنا: وهذا إسناد مرسل، ولعل هذه الروايات (ضعيف سيف، ومرسل الزهري) والرواية =