بأنفسهم دُون مَجّاعة بن مرارة، وقالوا: إن كنتَ تريد بأهل اليمامة غدًا خيرًا أو شرًّا فاستبق هذا ولا تقتله؛ فقتلهم خالد وحبس مَجَّاعة عنده كالرَّهينة (١). (٣: ٢٨٦/ ٢٨٧).
٢٥ - كتب إليّ السريّ، قال: حدَّثنا شُعيب، عن سيف عن طلحة، عن عِكْرمة، عن أبي هريرة، وعبد الله بن سَعيد عن أبي سعيد عن أبي هريرة، قال: قد كان أبو بكر بعثَ إلى الرجَّال فأتاه فأوصاه بوصيَّته، ثم أرسله إلى أهل اليمامة؛ وهو يرى أنَّه على الصدق حين أجابه. قالا: قال أبو هريرة: جلستُ مع النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في رهط معنا الرّجَّال بن عُنْفوة، فقال: إنّ فيكم لرجلًا ضِرْسه في النار أعظم من أحُد، فهلك القوم وبقيت أنا والرّجال، فكنت متخوّفًا لها؛ حتى خرج الرّجَّال مع مُسيلمة، فشهد له بالنبوّة؛ فكانت فتنة الرّجَّال أعظَم من فتنة مُسيلمة، فبعث إليهم أبو بكر خالدًا، فسار حتى إذا بلغ ثنيّة اليمَامة، استقبل مَجَّاعة بن مُرارَة - وكان سيّد بني حنيفة - في جِبلّ من قومه، يريد الغارة علي بني عامر، ويطلبُ دمًا، وهم ثلاثة وعشرون فارسًا ركبانًا قد عرّسوا. فبيّتهم خالد في معرَّسهم، فقال: مَتَى سمعتم بنا؟ فقالوا: ما سمعنا بكم؛ إنَّما خرجنا لنثأر بدم لنا في بني عامر. فأمر بهم خالد فَضُرِبَتْ أعناقهم، واستحيَا مجَّاعة؛ ثم سار إلى اليمامة؛ فخرج مسيلمة وبنو حَنِيفة حين سمعوا بخالد، فنزلوا بعقرباء، فحلّ بها عليهم - وهي طرف اليمامة دون الأموال - وريف اليمامة وراء ظهورهم. وقال شُرحبيل بن مُسيلمة: يا بني حنيفة، اليومَ يومُ الغَيرة، اليوم إن هزمتم تستردَفُ النّساء سبيَّات، ويُنْكحْن غير خطيبات؛ فقاتلوا عن أحسابكم، وامنعوا نساءكم. فاقتتلوا بعقرَباء، وكانت رايةُ المهاجرين مع سالم مولَى أبي حذيفة، فقالوا: تخشى علينا من نفسك شيئًا! فقال: بئس حامل القرآن أنا إذًا! وكانت راية الأنصار مع ثابت بن قيس بن شمَّاس، وكانت العرب على راياتها ومجَّاعة أسيرٌ مع أمّ تميم في فُسطاطها، فجال المسلمون جَوْلَة، ودخل أناس من بني حَنِيفة على أمّ تميم، فأرادوا قتلَها، فمنعها مجَّاعة. قال: أنا لها جارٌ، فنِعْمَتِ الحُرَّة هي! فدفعهم عنها، وترادَّ المسلمون، فكرُّوا عليهم؛ فانهزمت بنو حنيفة، فقال
(١) إسناده ضعيف وسنذكر ما ورد في قصة مسيلمة الكذاب وقتله عند البخاري وغيره إن شاء الله بعد قليل.