للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمركم، فلا تَنِ ولا تفتُر. وكتب إليهما: استخلفا على أعمالكما، واندُبا مَنْ يليكما.

فولَّى عمروٌ على عُليا قضاعة عَمرَو بن فلان العذريّ، وولَّى الوليدُ على ضاحية قضاعة مما يلي دُومة امرأ القيس، وندبا الناس، فتتامّ إليهما بشر كثير، وانتظرا أمرَ أبي بكر.

وقام أبو بكر في الناس خطيبًا، فحمِد الله وأثنَى عليه، وصلَّى على رسوله، وقال: ألا إنّ لكلّ أمر جوامعَ، فمن بلَغها فهي حسبُه؛ ومن عمل لله كفاه الله. عليكم بالجدّ والقصد؛ فإنّ القصد أبلَغ؛ ألا إنه لا دين لأحد لا إيمان له، ولا أجرَ لمن لا حِسْبة له، ولا عمل لمن لا نيَّة له، ألا وإنّ في كتاب الله من الثواب على الجهاد في سبيل الله لَمَا ينبغي للمسلم أن يحبّ أن يُخَصَّ به، هي التجارة التي دلّ الله عليها، ونجَّى بها من الخزي، وألحق بها الكرامة في الدنيا والآخرة.

فأمدّ عمرًا ببعض من انتدب إلى من اجتمع إليه، وأمَّره على فِلِسطين، وأمَره بطريق سمَّاها له؛ وكتب إلى الوليد وأمَرَه بالأرْدُنّ، وأمدّه ببعضهم؛ ودعا يزيد بن أبي سفيان، فأمّره على جُند عظيم، هم جمهور مَن انتدب له، وفي جنده سُهَيل بن عَمرو وأشباهه من أهل مكَّة، وشيَّعه ماشيًا. واستعمل أبا عبيدة بن الجرّاح علَى من اجتمع [إليه]، وأمَّره على حِمْص وخرج معه وهما ماشيان والناس معهما وخلفهما، وأوْصَى كلّ واحد منهما (١). (٣: ٣٩٠).

٤٢ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن سهل، عن القاسم، ومبشِّر عن سالم، ويزيد بن أسيد الغسانيّ عن خالد، وعبادة، قالوا: ولمَّا قدِم الوليد على خالد بن سعيد فسانده، وقدمت جنود المسلمين الَّذين كان أبو بكر أمدّه بهم وسُمّوا جيش البِدال، وبلغه عن الأمراء وتوجُّههم إليه، اقتحم على الرّوم طلبَ الحُظْوة، وأعرى ظهرَه، وبادر الأمراء بقتال الرّوم، واستطرد له باهان فأرَزَ هو ومَن معه إلى دمشق؛ واقتحم خالد في الجيش ومعه ذو الكَلاع، وعِكْرمة، والوليد حتى ينزل مَرْج الصُّفَّر؛ من بين الواقوصة ودِمشق؛ فانطوت


(١) سنذكر ما ورد في الباب بعد الرواية (٣/ ٤١٧ / ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>