للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مسالح باهان عليه، وأخذوا عليه الطرق ولا يشعر، وزحف له باهان فوجد ابنه سعيد بن خالد يستمطِر في الناس، فقتلوهم. وأتى الخبرُ خالدًا، فخرج هاربًا في جريدة، فأفلت مَن أفلت من أصحابه على ظهور الخيل والإبل، وقد أجهِضوا عن عسكرهم؛ ولم تنته بخالدِ بن سعيد الهزيمة عن ذي المروة، وأقام عِكْرِمة في الناس ردءًا لهم، فردّ عنهم باهان وجنوده أن يطلُبوه، وأقام من الشام على قريب، وقد قدم شرحبيل بن حَسَنة وافدًا من عند خالد بن الوليد، فندب معه النَّاس، ثم استعمله أبو بكر على عمل الوليد، وخرج معه يوصيه، فأتى شرحبيل على خالد، ففصل بأصحابه إلّا القليل، واجتمع إلى أبي بكر أناسٌ، فأمَّر عليهم معاوية، وأمرَه باللحاق بيزيد، فخرج معاوية حتى لحق بيزيد؛ فلما مرّ بخالد فصل ببقيّة أصحابه (١). (٣: ٣٩١).

٤٣ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن هشام بن عروة، عن أبيه: أنّ عمر بن الخطاب لم يزلْ يكلّم أبا بكر في خالد بن الوليد وفي خالد بن سعيد؛ فأبى أن يعطيَه في خالد بن الوليد، وقال: لا أشِيم سيَفًا سلَّه الله على الكُفَّار، وأطاعه في خالد بن سعيد بعد ما فعل فَعْلته. فأخذ عمرو طريق المُعْرِقة، وسلك أبو عبيدة طريقه، وأخذ يزيد طريق التبوكيَّة؛ وسلك شُرحبيل طريقه، وسمّى لهم أمصار الشام، وعرف أن الرُّوم ستشغلهم؛ فأحبّ أن يصعّد المصوّب ويصوّب المصعِّد؛ لئلا يتواكلوا، فكان كما ظنّ وصاروا إلى ما أحبّ (٢). (٣: ٣٩١).

٤٤ - كتب إليَّ السريّ عن شُعيب، عن سيف، عن مبشَّر وسهل وأبي عثمان، عن خالد وعبادة وأبي حارثة، قالوا: وأوعَبَ القوّاد بالنَّاس نحو الشام وعكرمهَ ردءٌ للناس، وبلغ الرُّوم ذلك؛ فكتبوا إلى هِرَقل؛ وخرج هرقل حتى نزل بحِمْص، فأعدّ لهم الجنودَ، وعبّى لهم العساكر؛ وأرادَ اشتغال بعضهم عن بعض لكثرة جندِه، وفضول رجاله؛ وأرسل إلى عمرو أخاه تَذَارِق لأبيه وأمّه، فخرج نحوهم في تسعين ألفًا، وبعث مَن يسوقهم، حتَّى نزل صاحب


(١) سنذكر ما ورد في الباب بعد الرواية (٣/ ٤١٧ / ٢٤٥).
(٢) سنذكر ما ورد في فتوح الشام في السنة ثلاث عشرة بعد الرواية (٣/ ٤١٧ / ٢٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>