للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في سنة أربع عشرة في رجب، وأظهر أبو عبيدة إمارتَه وعَزْلَ خالد؛ وقد كان المسلمون التقوْا هم والرّوم ببلد يقال له: عين فِحْل بين فلسطين والأردنّ، فاقتتلوا به قتالًا شديدًا، ثمّ لحقت الروم بدمشق (١). (٣: ٤٣٤/ ٤٣٥).


(١) إسناده ضعيف ويشهد لأصله ما أخرجه خليفة بن خياط فحدثني الوليد بن هشام عن أبيه عن جده قال: كان خالد على الناس فصالحهم، فلم يفرغ من الصلح حتى عزل وولي أبو عبيدة فأمضى أبو عبيدة صلح خالد ولم يغيّر الكتاب والكتاب عندهم باسم خالد. وهذا إسناد صحيح ولكن خليفة لم يقبله لأن في متنه غرابة ظاهرة فقال رحمه الله: هذا غلط لأن عمر عزل خالدًا حين ولي.
قلنا: ولا نرى غرابة في توقيت هذا العزل لأن العزل كان على مرحلتين (حسب استنباطنا من الروايات التأريخية في هذه المسألة) أي أن العزل الأول لخالد كان من القيادة العامة للجيش (أو ما يسمى بهيئة الأركان)، أما الثاني والذي نفذه أبو عبيدة بعد فتح دمشق كان عزلًا لخالد حتى من قيادته كجناح من أجنحة الجيش والله أعلم.
وإلى هذا الرأي ذهب كذلك الأستاذ الفاضل باشميل وإن لم يقدم دليلًا على ذلك. ويؤيد ما نذهب إليه والله أعلم حديثًا رواه الإمام أحمد في مسنده يؤكد أن خالدًا كان أميرًا يوم اليرموك مع بقية القادة كأبي عبيدة وغيره ومعلوم أن اليرموك كانت بعد تولي عمر الخلافة بمدة ولم تكن متزامنة بعد توليه الخلافة فيتقوى قولنا في أنه عزله مرتين مرة عند توليه الخلافة إذ عزله من قيادة هيئة الأركان (أو كما تسميه الروايات إمرة جميع الجند) والثانية خلال معركة اليرموك وهذه كانت عن إمارة جناح من أجنحة الجيش وأبلغه أبو عبيدة بخبر العزل بعد انتهاء المعركة.
أخرج أحمد في مسنده (١ / ح ٣٤٤ طبعة شاكر) عن سماك قال: سمعت عياضًا الأشعري قال: شهدت اليرموك وعلينا خمسة أمراء: أبو عبيدة بن الجراح ويزيد بن أبي سفيان وشرحبيل بن حسنة وخالد بن الوليد وعياض وليس عياض هذا بالذي حدث سماك. . .
إلخ الحديث. وصحح العلامة شاكر إسناده وإن كان ترجيحنا هذا لا ينفي قوة الرأي المقابل فللحديث وجه آخر يستدل به على أن عمرًا رضي الله عنه عزل خالدًا عن القيادة العامة للجيش عند اليرموك. إذ جاء في تكملة الحديث الآنف الذكر: وقال عمر: إن كان قتال فعليكم أبو عبيدة (مسند أحمد ١ / ح ٣٤٤).
وهذا الحديث يؤيد روايات سيف الضعيفة المسند التي ذكرت أن خالدًا سار مددًا إلى جيوش الشام بأمر أبي بكر الذي لم يعينه قائدًا عامًا لهم وإنما كان ذلك عن تشاور منهم (الأمراء الخمسة) فجاء أمر عمر بعزله.
وخليفة يرى أن خالدًا لم يصالحهم وإنما فتح الباب الذي كان عليه عنوة وهو الباب الشرقي (كما عند غير خليفة) أما باب الجابية فقد فتحه أبو عبيدة صلحًا إذ قال خليفة [سنة أربع عشرة (فتح دمشق)] فيها فتحت دمشق: سار أبو عبيدة بن الجراح ومعه خالد بن الوليد فحاصرهم =

<<  <  ج: ص:  >  >>