للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك هائبون مُشْفِقُون، والمسلمون متدفِّقون قد ضَرُوا بهم كالأسد ينازَع فريستَه، ثم يعاود الكرّ، وأمراؤهم يكفكفونهم بِكتاب عمر وأمداد المسلمين (١). (٣: ٤٨٢).

١١٧ - كتب إليّ السريّ بن يحيى عن شعيب بن إبراهيم، عن سيف بن عمر، عن سهل بن يوسف، عن القاسم بن محمد، قال: قد كان أبو بكر استعمل سعدًا على صدقات هوازن بنجْد، فأقرّه عمر، وكتب إليه فيمن كتب إليه من العُمَّال حين استنفر الناس أن ينتخب أهلَ الخيل والسّلاح ممَّن له رأي ونجدة، فرجع إليه كتاب سعد بمَن جمع الله له من ذلك الضرب؛ فوافق عمرَ وقد استشارهم في رجل، فأشاروا عليه به عند ذكره (٢). (٣: ٤٨٢).

١١٨ - كتب إليّ السريّ عن شُعيب، عن سيف، عن محمَّد وطلحة، عن ماهان، وزياد بإسناده، قالوا: وأمدّ عمر سعدًا بعد خروجه بألفَي يمانيّ، وألفي نجديّ مُؤْدٍ من غَطفَان وسائر قَيس، فقدِم سعد زَرُودَ في أوّل الشتاء، فنزلها وتفرّقت الجنود فيما حولَها من أمواه بني تميم وأسد، وانتظر اجتماع الناس، وأمْر عمر، وانتخب من بني تميم والرّباب أربعة آلاف؛ ثلاثة آلاف تميمي، وألف رِبي، وانتخب من بني أسد ثلاثة آلاف، وأمرهم أن ينزلوا على حدّ أرضهم بين الحَزْن والبَسيطة، فأقاموا هنالك بين سَعْد بن أبي وقّاص وبين المثنَّى بن حارثة، وكان المثنَّى في ثمانية آلاف؛ مِنْ ربيعة ستة آلاف من بكر بن وائل، وألفان من سائر ربيعة؛ أربعة آلاف ممَّن كان انتخب بعد فصول خالد، وأربعة آلاف كانوا معه ممَّن بقيَ يوم الجسر، وكان معه من أهل اليمن ألفان من بَجِيلة، وألفان من قُضاعة؛ وطيِّيء ممَّن انتُخبوا إلى ما كان قبل ذلك، على طيّئ عديّ بن حاتم، وعلى قُضاعة عمرو بن وَبَرة، وعلى بَجِيلة جرير بن عبد الله؛ فبينا النَّاس كذلك -سعد يرجو أن يقدَم عليه المثنَّى، والمثنَّى يرجو أن يقدَم عليه سعد- مات المثنّى من جراحته التي كان جُرِحها يوم الجِسْر، انتقضت به؛ فاستخلف المثنَّى على النَّاس بشير بن الخَصاصيَّة، وسعد يومئذ بزَرُود، ومع بشير يومئذ وجوهُ أهل


(١) إسناده ضعيف وسنذكر المتابعات والشواهد في نهاية سردنا لهذه الروايات.
(٢) إسناده ضعيف وسنتحدث عن وقعة القادسية بعد قليل.

<<  <  ج: ص:  >  >>