فاقتلوه". وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: لا أحلّ لكم إلّا ما قتلتموه وأنا شريكُكم.
فقال عثمان: بل نعفو ونقبل ونبصِّرهم بجهدنا، ولا نُحادّ أحدًا حتى يركب حدًّا، أو يبديَ كُفرًا، إنّ هؤلاء ذَكروا أمورًا قد علموا منها مثلَ الذي علمتم، إلّا أنهم زعموا أنهم يذاكرونيها ليُوجبوها عليَّ عند مَن لا يعلم.
وقالوا: أتمّ الصلاة في السفر، وكانت لا تُتَمُّ، ألا وإنّي قدمت بلدًا فيه أهلي، فأتممت لهذين الأمرين؛ أوَ كذلك؟ قالوا: اللهمّ نعم.
وقالوا: وحميتَ حمىً؛ وإني واللهِ ما حمَيتُ، حُمِيَ قبلي، والله ما حموا شيئًا لأحد ما حموا إلّا غلب عليه أهل المدينة، ثم لم يمنعوا من رِعْيةٍ أحدًا، واقتصروا لصدقات المسلمين يحمونها لئلا يكون بين من يليها وبين أحد تنازُع، ثم ما منعوا ولا نحَّوْا منها أحدًا إلّا من ساق درهمًا؛ ومَا لِي مِن بعير غيرُ راحلتين، ومَا لِي ثاغية ولا راغية، وإنّي قد وُلِّيتُ، وإني أكثر العرب بعيرًا وشاءَ، فما لي اليوم شاة ولا بعير غير بعيرَين لحجّي، أكذلك؟ قالوا: اللهمّ نعم.
وقالوا: كان القرآن كتُبًا، فتركتَها إلّا واحدًا، ألا وإنّ القرآن واحد، جاء من عندِ واحد؛ وإنما أنا في ذلك تابع لهؤلاء؛ أكذلك؟ قالوا: نعم، وسألوه أن يقيلهم.
وقالوا: إنِّي رددتُ الحَكَم وقد ستره رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -. والحَكَم مَكَيّ، سيّره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من مكة إلى الطائف، ثم ردّه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - سيّره، ورسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - ردّه؛ أكذلك؟ قالوا: اللهمّ نعم.
وقالوا: استعملتَ الأحداث. ولم أستعمل إلّا مجتمِعًا محتمِلًا مرضيًّا، وهؤلاء أهلُ عملهم، فسَلوهم عنه، وهؤلاء أهل بلده، ولقد ولّى مَن قبلي أحدثَ منهم، وقيل في ذلك لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشدُّ مما قيل لي في استعماله أسامة؛ أكذاك؟ قالوا: اللهمّ نعم، يعيبون للناس ما لا يفسّرون.
وقالوا: إنِّي أعطيتُ ابن أبي سَرْح ما أفاء الله عليه. وإني إنما نفلتُه خُمسَ ما أفاء الله عليه من الخمس، فكان مئة ألف، وقد أنفذ مثلَ ذلك أبو بكر وعمر