للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حتى أخرجوهم من المسجد، وحصبوا عثمان حتى صُرع عن المنبر مغشيًّا عليه، فاحتُمل فأدخل داره، وكان المصريون لا يطمعون في أحد من أهل المدينة أن يساعدَهم إلّا في ثلاثة نفر؛ فإنهم كانوا يراسلونهم: محمد بن أبي بكر، ومحمد بن أبي حُذيفة، وعمَّار بن ياسر؛ وشمّر أناس من الناس فاستقتلوا؛ منهم سعد بن مالك، وأبو هريرة، وزيد بن ثابت، والحسن بن عليّ؛ فبعث إليهم عثمان بعزْمةٍ لَمَا انصرفوا. فانصرفوا، وأقبل عليٌّ عليه السلام حتى دخل على عثمان، وأقبل طلحة حتى دخل عليه، وأقبل الزُّبَيْر حتى دخل عليه؛ يعودُونه من صرعته؛ ويشكُون بثّهم، ثم رجعوا إلى منازلهم. (١) (٤: ٣٤٨/ ٣٤٩ / ٣٥٠/ ٣٥١ / ٣٥٢/ ٣٥٣).

٢٤٤ - كتب إليّ السريّ عن شعيب، عن سيف، عن أبي عمرو، عن الحسن، قال: قلت له: هل شهدت حَصْر عثمان؟ قال: نعم؛ وأنا يومئذ غلام في أتراب لي في المسجد، فإذا كثُر اللغط جثوتُ على ركبتيّ أو قمت؛ فأقبل القوم حين أقبلوا حتى نزلوا المسجد وما حوله؛ فاجتمع إليهم أناس من أهل المدينة، يُعظمون ما صنعوا. وأقبلوا على أهل المدينة يتوعّدونهم؛ فبينا هم كذلك في لَغطهم حَوْل الباب، فطلع عثمان؛ فكأنما كانت نارٌ طَفِئت، فعمَد إلى المنبر فصعده فحمد الله وأثنى عليه، فثار رجل، فأقعده رجل، وقام آخر فأقعده


(١) إسناده ضعيف والمتن متكون من عدة مقاطع لأغلبها ما يؤيدها كما سنذكر إلّا أن فيه مقطعًا يخالف ما ورد في الروايات الصحيحة وهي عبارة: وكتب عثمان إلى أهل الأمصار يستمدهم ... إلخ ص ٥١).
فقد أخرج ابن أبي عاصم في كتاب السنة (٢/ ٥٦١) عن عائشة قالت: لما كان يوم الدار قيل لعثمان: ألا تقاتل؟ قال: قد عاهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عهد سأصبر عليه، قالت عائشة: فكنا نرى أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهد إليه فيما يكون من أمره. وصحح الألباني إسناده.
وكذلك أخرج المحب الطبري في الرياض النضرة (٣/ ٦٨) عن شداد بن أوس حديثًا وفيه: ثم دخلوا على عثمان فقال له علي: السلام عليك يا أمير المؤمنين إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يلحق هذا الأمر حتى ضرب بالمقبل المدبر وإني والله لأرى القوم إلا قاتلوك فمرنا فلنقاتل. فقال عثمان: أنشد الله رجلًا رأى الله حقًّا وأقرّ لي عليه حقًّا أن يهريق في سبيلي ملء محجمة من دم أو يهريق دمه فيّ.
أما بقية مقاطع الرواية (٤/ ٢٤٣) فسنذكر ما يشهد لها بعد الرواية التالية.

<<  <  ج: ص:  >  >>