آخر، ثم ثار القوم فحصَبوا عثمان حتى صرُع، فاحتُمِل فأُدخِل، فصلى بهم عشرين يومًا، ثم منعوه من الصلاة (١). (٤/ ٣٥٣).
٢٤٥ - ما حدّثني به يعقوب بن إبراهيم، قال: حدَّثنا معتمر بن سليمان التيميّ، قال: حدَّثنا أبي، قال: حدَّثنا أبو نضْرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاريّ، قال: سمع عثمان أنّ وفد أهل مصر قد أقبلوا، قال: فاستقبلهم، وكان في قرية له خارجة من المدينة -أو كما قال- فلمّا سمعوا به، أقبلوا نحوه إلى المكان الذي هو فيه -قال: وكره أن يقدموا عليه المدينة أو نحوًا من ذلك- قال: فأتوْه، فقالوا له: ادعُ بالمصحف، قال: فدعا بالمصحف، قال: فقالوا له: افتح التاسعة - قال: وكانوا يسمون سورة يونس التاسعة - قال: فقرأها حتى أتى على هذه الآية: {قُلْ أَرَأَيتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ}. قال: قالوا له: قف، فقالوا له: أرأيت ما حَمَيتَ من الحمى؟ آلله أذن لك أم على الله تفتري! قال: فقال: امضِه؛ نزلت في كذا وكذا. قال: وأما الحِمَى فإنّ عمر حَمَى الحمى قبلي لإبل الصّدَقة، فلما وليت زادت إبلُ الصدقة فزدت في الحِمَى لما زاد في إبل الصدقة، امضِه. قال: فجعلوا يأخذونه بالآية، فيقول: امضِه، نزلت في كذا وكذا - قال: والذي يتولى كلام عثمان يومئذ في سنّك، قال: يقول أبو نضرة، يقول ذاك لي أبو سعيد، قال أبو نُضْرة: وأنا في سنك يومئذ، قال: ولم يخرج وجهي يومئذ، لا أدري - ولعله قد قال مرة أخرى: وأنا يومئذ ابن ثلاثين سنة - ثم أخذوه بأشياء لم يكن عنده منها مخرَج. قال: فعرفها، فقال: أستغفر الله وأتوب إليه. قال: فقال لهم: ما تريدون؟ قال: فأخذوا ميثاقه - قال: وأحسبه قال: وكتبوا عليه شرطًا - قال: وأخذ عليهم ألَّا يشقوا عَصًا، ولا يفارقوا جماعة ما قام لهم بشرطهم -أو كما أخذوا عليه- قال: فقال لهم: ما تريدون؟ قالوا: نريد ألّا يأخذ أهل المدينة
(١) إسناده ضعيف ولكن أصل الرواية أي منع الوفود القادمة إلى المدينة لعثمان بن عفان رضي الله عنه في إمامة الناس في الصلاة عند البخاري في صحيحه، إذ أخرج عن عبد الله بن عدي بن الخيار: أنه دخل على عثمان بن عفان رضي الله عنه وهو محصور فقال: إنك إمام عامة ونزل بك ما نرى، ويصلي لنا إمام فتنة ونتحرج فقال: الصلاة أحسن ما يعمل الناس، فإذا أحسن الناس فأحسن معهم وإذا أساؤوا فاجتنب إساءتهم. (فتح الباري ٢/ ٢٢١).