للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عطاء، فإنما هذا المال من قاتل عليه ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فرضوا بذلك، وأقبلوا معه إلى المدينة راضين.

قال: فقام فخطب، فقال: إنّي ما رأيت والله وفدًا في الأرض هم خير لحوْباتِي من هذا الوفد الذين قدموا عليّ. وقد قال مرّة أخرى: خشيت من هذا الوفد من أهل مصر، ألا من كان له زرع فليلحق بزرعه، ومن كان له ضَرْع فليحتلب؛ ألا إنه لا مال لكم عندنا، إنما هذا المال من قاتل عليه ولهؤلاء الشيوخ من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فغضِب الناس، وقالوا: هذا مكر بني أميّة.

قال: ثم رجع الوفد المصريون راضين؛ فبينا هم في الطريق إذا هم براكب يتعرّض لهم ثم يفارقهم ثم يرجع إليهم، لمّ يفارقهم ويتبيَّنُهم. قال: قالوا له: مَا لَك؟ إن لك لأمرًا! ما شأنك؟ قال: فقال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر؛ ففتّشوه؛ فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان، عليه خاتمه إلى عامله بمصر أن يصلّبهم أو يقتلهم أو يقطّع أيديهم وأرجلَهم من خلاف. قال: فأقبلوا حتى قدِموا المدينة، قال: فأتوْا عليًّا، فقالوا: ألم تر إلى عدوّ الله! إنه كتب فينا بكذا وكذا؛ وإنّ الله قد أحلّ دمه، قم معنا إليه، قال: والله لا أقوم معكم؛ إلى أن قالوا: فلم كَتبتَ إلينا؟ فقال: والله ما كتبتُ إليكم كتابًا قطّ؛ قال: فنظر بعضهم إلى بعض، ثم قال بعضهم لبعض: ألهذا تقاتلون، أو لهذا تغضبون!

قال: فانطلق عليّ، فخرج من المدينة إلى قرية. قال: فانطلقوا حتى دخلوا على عثمان، فقالوا: كتبت فينا بكذا وكذا! قال: فقال: إنما هما اثنتان: أن تقيموا عليّ رجلين من المسلمين، أو يميني بالله الذي لا إله إلّا هو ما كتبتُ ولا أملَلْت ولا علمت. قال: وقد تعلمون أنّ الكتاب يكتَب على لسان الرّجل، وقد ينقَش الخاتم على الخاتم. قال: فقالوا: فقد والله أحلّ الله دَمك، ونقضت العهد والميثاق. قال: فحاصروه (١). (٤: ٣٥٤ - ٣٥٥ - ٣٥٦).


(١) إسناده صحيح وكذلك أخرجه خليفة بن خياط في تأريخه: حدثنا المعتمر بن سليمان قال سمعت أبي قال: قال نا أبو نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد الأنصاري قال: سمع عثمان أن وفد أهل مصر قد أقبلوا فاستقبلهم، فقالوا: ادعُ بالمصحف فدعا به فقالوا: افتح السابعة وكانوا يسمون سورة يونس السابعة فقرأ حتى أتى هذه الآية {قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ =

<<  <  ج: ص:  >  >>