للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= تَفْتَرُونَ} فقالوا له: قف أرأيت ما حميت من الحمى؟ الله أذن لك أم على الله تفتري! فقال: امضه نزلت في كذا وكذا، فأقام الحمى فإن عمر حماه قبلي لإبل الصدقة، فلما وليت زادت إبل الصدقة فزدت في الحمى لما زادت إبل الصدقة امضه، قال فجعلوا يأخذونه بالآية فيقول: امضه نزلت في كذا وكذا فما يزيدون فأخذوا ميثاقه وكتبوا عليه شرطًا وأخذ عليهم ألا يشقوا عصًا ولا يفارقوا جماعة ما أقام لهم شرطهم، ثم رجعوا راضين فبينما هم بالطريق إذا راكب يتعرض لهم ويفارقهم ثم يرجع إليهم ثم يفارقهم قالوا: ما لك؟ قال: أنا رسول أمير المؤمنين إلى عامله بمصر، ففتشوه فإذا هم بالكتاب على لسان عثمان عليه خاتمه إلى عامل مصر أن يصلبهم أو يقتلهم أو يقطّع أيديهم وأرجلهم، فاقبلوا حتى قدموا المدينة، فأتوا عليًّا فقالوا: ألم تر إلى عدوّ الله كتب فينا بكذا وكذا، وإن الله قد أحل دمه فقم معنا إليه. قال: والله لا أقوم معكم قالوا: فلم كتبت إلينا؟ قال: والله ما كتبت إليكم كتابًا فنظر بعضهم إلى بعض، وخرج علي من المدينة، فانطلقوا إلى عثمان فقالوا: كتبت فينا كتابًا بكذا وكذا فقال إنهما اثنتان: أن تقيموا رجلين من المسلمين، أو يمين بالله لا إله إلّا هو ما كتبت ولا أمللت ولا علمت، وقد يكتب الكتاب على لسان الرجل وينقش الخاتم على الخاتم. قالوا: قد أحل الله دمك، ونقضت العهد والميثاق، وحصروه في القصر رضي الله عنه (تأريخ خليفة / ١٦٩). وإسناده صحيح - وكذلك أخرجه ابن شبة في تأريخ المدينة من طريق سعيد بن يزيد عن أبي نضرة عن أبي سعيد مولى أبي أسيد قال: خطبنا عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال: إن ركبًا نزلوا ذا الحليفة وإني خارج إليهم فمن شاء أن يخرج فليخرج؟ قال: فكنت فيمن خرج يعني: أبا سعيد - قال: فأتيناهم فإذا هم في حظائر سقفٍ، أبصرناهم من خلال الحائط وإذا شاب قاعد في حجره المصحف فقال: يا أمير المؤمنين {قُلْ أَرَأَيتُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ لَكُمْ مِنْ رِزْقٍ فَجَعَلْتُمْ مِنْهُ حَرَامًا وَحَلَالًا قُلْ آللَّهُ أَذِنَ لَكُمْ أَمْ عَلَى اللَّهِ تَفْتَرُونَ} فقال: إن عمر رضي الله عنه حمى حمى، وإن الصدقة زادت فزدت في الحمى، فمن شاء أن يرعى فليرع، أتوب إلى الله وأستغفره. فقالوا: يا أمير المؤمنين أحسنت! ثم قالوا: يا أمير المؤمنين هل على بيت الله إذن؟ قال: كنت أرى أن الجهاد أفضل من الحج فإن كان ذلك من رأيكم فقد أذنا للناس فمن أراد أن يحج فليحج، أتوب إلى الله وأستغفره. فقالوا: والله لقد أحسنت يا أمير المؤمنين في خصال سألوه عنها فتاب منها ورجع عنها كل ذلك يقولون: قد أحسنت يا أمير المؤمنين. قال: فانفروا وتفرقوا ثم قام خطيبًا فقال: ما رأيت ركبًا كانوا في نفس أمير المؤمنين خيرًا من هؤلاء الركب. والله إن قالوا إلا حقًّا، وإن سألوا إلا حقًّا. فرجعوا إليه فأشرف عليهم فقال: ما رجعكم إليّ بعد إعطائكم الحق؟ قالوا: كتابك. قال: ويلكم لا تهلكوا أنفسكم وتهلكوا أمتكم والله إن كتبتها ولا أمليتها فقال الأشتر: إني والله لأسمع حلف رجل أراه قد مُكِر به ومُكِر بكم قال: فوثبوا عليه فوطؤوه حتى ثقل ثقلا قال: فوقف عليهم سعد بن مالك فقال: أفبما قتلكم! ! تركتموه وهو في خطيئته تطهر منها قتلتموه! ! =

<<  <  ج: ص:  >  >>