للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحور تَدفَّق، فأطِعني ولا تشهدهم، واعتزل بقومك، فإني أخاف ألّا يكون صُلح، وكن وراءَ هذه النطفة، ودع هذين الغارَين من مُضَر وربيعة، فهما أخَوان، فإن اصطلحا فالصّلح ما أردنا، وإن اقتتلا كنا حكَّامًا عليهم غدًا - وكان كعبٌ في الجاهليَّة نصرانيًّا - فقال صبرة: أخشى أن يكون فيك شيء من النصرانيَّة؛ أتأمرني أن أغيبَ عن إصلاح بين الناس، وأن أخذُل أم المؤمنين وطلحة والزبير إن ردّوا عليهم الصلح، وأدَع الطلبَ بدم عثمانَ! لا والله لا أفعلُ ذلك أبدًا، فأطبق أهلُ اليمن على الحضورِ (١). (٤: ٤٨٧/ ٤٨٨ / ٤٨٩/ ٤٩٠ تكملة ٥٠٢/ ٥٠٣ / ٥٠٤).

٢٥٩ - وأما الذي يرويه المحدّثون من أمر الأحنف، فغير ما رواهُ سيفٌ عمن ذكر من شيوخه. والذي يرويه المحدّثون من ذلك ما حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدَّثنا ابن إدريس، قال: سمعت حُصينًا يذكر عن عمرو بن جأوان، عن الأحنف بن قيس، قال: قدمنا المدينةَ ونحن نريد الحجّ، فإنا لبمنازلنا نضع رحالنا؛ إذ أتانا آتٍ، فقِال: قد فزِعوا وقد اجتمعوا في المسجد، فانطلقنا فإذا الناس مجتمعون على نَفر في وسط المسجد، وإذا عليّ، والزّبير، وطلحة، وسعد بن أبي وقّاص، وإنا لكذلك إذ جاء عثمان بن عفان؛ فقيل: هذا عثمان قد جاء وعليه مُلَيئة له صفراء قد قنَّع بها رأسه، فقال: أهاهنا عليّ؟ قالوا: نعم، قال: أهاهنا الزُّبَيْر؟ قالوا: نعم، قال: أهاهنا طلحة؟ قالوا: نعم، قال: أنشدكم بالله الذي لا إله إلّا هو؛ أتعلمون أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من يبتَعْ مِرْبد بني فلان؛ غفر الله له! فابتعتُه بعشرين أو بخمسة وعشرين ألفًا، فأتيتُ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - فقلت: يا رسولَ الله! قد ابتعته، قال: "اجعله في مسجدنا وأجرُهُ لك"! قالوا: اللهمّ نعم، وذكر أشياء من هذا النوع. قال الأحنف: فلقيتُ طلحةَ والزّبير فقلتُ: من تأمُراني به، وترضيانه لي؟ فإني لا أرى هذا الرّجل إلّا مقتولًا، قالا: عليّ؟ قلتُ: أتأمراني به وترضيانه لي؟ قالا: نعم، فانطلقتُ حتى قدِمت مكة، فبينا نحن بها إذ أتانا قتلُ عثمان رضي الله عنه وبها عائشة


(١) إسناده ضعيف ولم نجد فيه طعنًا في عدالة الصحابة ولبعضه ما يشهد له كما سنذكر كل ذلك بعد قليل تحت عنوان (ما صح في خبر وقعة الجمل عند الطبري وغيره).
أما الأبيات الشعرية فلم تصح من رواية مسندة موصولة والله تعالى أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>