للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= المدينة بسبعمئة رجل، ورحل إلينا من الكوفة سبعة آلاف وانضم إلينا من حولنا ألفان أكثرهم بكر بن وائل. وإسناده حسن.
ووقعت المعركة بقدر الله دون أن يكون في حسبان علي، وعائشة، وطلحة، والزبير رضي الله عنهم أجمعين وكان وقت بدء المعركة بعد الظهر وانتهت قبل غروب الشمس فكانت معركة قصيرة. كما أخرج ابن أبي شيبة في مصنفه (١٥/ ٢٨٦) عن زيد بن وهب قال: فكف علي يده حتى بدؤوه بالقتال فقاتلهم بعد الظهر، فما غربت الشمس وحول الجمل أحد فقال علي: لا تتموا جريحًا ولا تقتلوا مدبرًا، ومن أغلق بابه وألقى سلاحه فهو آمن. وصحح الحافظ إسناده في الصحيح (١٣/ ٦٣).
١٠ - وكان أول قتيل طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه كما أخرج خليفة بن خياط قال: فحدثنا علي بن عاصم قال: حدثنا حصين قال: حدثني عمرو بن جأوان قال: سمعت الأحنف بن قيس قال: لما التقوا كان أول قتيل طلحة بن عبيد الله، وخرج كعب بن سور من البصرة معه المصحف ناشره بين الصفين يناشد الناس في دمائهم فقتل وهو بتلك الحال (تأريخ خليفة / ١٨٥) ورجاله ثقات غير عمرو بن جأوان وثقه ابن حبان وروى له النسائي وقال الذهبي: ثقة.
وكم كان عدد القتلى من الطرفين؟ نقول: بالغت الروايات التأريخية في عدد القتلى كما بالغت في عدد الجيشين ولقد ذكرنا أصح رواية في تعداد جيش علي رضي الله عنه (٩٧٠٠ مقاتل) وأما عن القتلى فلم نجد رواية يحتج بها لتحديد العدد فكلها روايات ضعيفة أو ضعيفة جدًّا، إلا أن خليفة بن خياط ذكر أسماء القتلى فكانوا مئة ونرجح ألا يزيد العدد عن المئة بكثير نظرًا لقصر الفترة الزمنية التي استغرقتها المعركة فلم تدم إلا ساعات ما بين الظهر وغروب الشمس، وللأستاذ خالد الغيث تحليل نفيس يصل في نهايته إلى أن عدد القتلى كان ضئيلًا جدًّا لأسباب: منها تحرج كل فريق من القتال لما يعلمون من عظم حرمة الدم المسلم، وقياسًا بعدد شهداء المسلمين في معارك الفتوحات فكانت في اليرموك مثلًا ثلاثة آلاف شهيد وكانت في القادسية ثمانية آلاف وخمسمئة شهيد علمًا بأنها استمرت عدة أيام وأخذًا بعين الاعتبار شراسة معارك الفتوح وحدّتها أما هذه فكانت قصيرة، ويخلص في نهاية الأمر إلى أن قتلى معركة الجمل لا يتجاوز المئتين وهذا هو الرقم الذي ترجح عندي من خلال الحيثيات السابقة (استشهاد عثمان / ٢١٥ / بتصرف).
١١ - وما هي إلا ساعات حتى انفض الجمع المقاتل ولم يبق حول هودج عائشة رضي الله عنها أحد بحلول الغروب كما سبق.
وحرصًا من أمير المؤمنين علي (وهو القائد المنتصر ميدانيًا) نقول: حرصًا منه على حقن دماء المسلمين أصدر أوامره بعدم ملاحقة المنسحبين من ساحة المعركة وعدم إيذاء الجرحى، =

<<  <  ج: ص:  >  >>