للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= المثال الأول: أخرج ابن عساكر (مختصر تأريخ ابن عساكر لابن منظور / ترجمة معاوية / ٥٠):
وعن أبي قَبِيل حُيَيّ بن هانئ:
أن معاوية صَعِد المِنْبَر يوم الجمعة فقال عند خُطْبته: أيها الناس! إنَّ المال مالُنا، والفَيءَ فيئُنا، مَنْ شئنا أعطيناه، ومَنْ شئنا منعناه، فلم يُجِبْه أحد، فلما كان الجمعة الثانية قال مثل ذلك، فلم يُجِبْه أحد، فلما كانت الجمعةُ الثالثة قال مثل مقالته، فقام إليه رجلٌ ممن حضر المسجد فقال: يا معاوية! كلًّا، إنما المالُ مالُنا، والْفيءُ فيئنا، مَنْ حال بيننا وبين هؤلاء بأسيافنا، فنزل معاوية، فأرسل إلى الرجل، فأُدخل عليه قال القوم: هلك الرجل. ففتح معاوية الأبواب، فدخل الناسُ عليه، فوجدوا الرجلَ معه عليّ السرير، فقال معاوية للناس إنَّ هذا أحيانى أحياهُ الله، سمعتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: سيكون أئمةٌ من بعدي، يقولون فلا يُرَدُّ عليهم قولُهم، يتقاحَمُونِ في النار كما تَقَاحَمُ القِرَدَةُ، وإني تكلَّمْتُ أَوَّلَ جُمعةٍ فلم يردَّ عليَّ أحَد، فخشِيتُ أنْ أكون منهم: ثم تكلَّمتُ الثانية فلم يردَّ عليَّ أحد، فقلتُ في نفسي: إني من القوم، فتكلمتُ الجمعة الثالثة، فقام هذا الرجل فردَّ عليّ، فأحياني أحياهُ الله، فرجوتُ أن يُخرجني الله منهم، فأعطاه وأجازه.
قيل: إنَّ هذا القائل لمعاوية هذا القول أبو بَحْرِيَّة عبد الله بن قيس السَّكْوني.
وقد أورد الحافظ الذهبي هذه الرواية بالسند فقال: قال سويد بن سعيد ثنا قمام بن إسماعيل بالإسكندرية سمعت أبا قبيل حييّ بن هانئ يخبر عن معاوية: وصعد المنبر يوم الجمعة ... الحديث كما عند ابن عساكر).
ثم قال الحافظ الذهبي: هذا حديث حسن (تأريخ الإسلام / عهد معاوية / ٣١٤).
قلنا: وهذا يعني أن سيدنا معاوية - رضي الله عنه - كان يذكّر الناس وعلى منبر الجمعة بأصل التناصح والأخذ عليّ يد الحاكم وتقويمه إن خالف الشرع.
المثال الثاني: أخرج أبو داود في سننه (٣/ ٣٥٧) والترمذي (٣/ ٦١٩) وأبي مريم الأسدي أنه قال لمعاوية سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "من ولاه الله من أمر الناس شيئًا فاحتجب عن حاجتهم، احتجب الله عن حاجته يوم القيامة، فجعل معاوية رجلًا على حوائج الناس".
وجوّد الحافظ إسناده (فتح الباري ١٣/ ١٤٣).
قلنا: وهذه من اهتمامات معاوية - رضي الله عنه - بمصلحة الأفراد الخاصة واتباع الحكم الشرعي متمثلًا في أوامر الله عزَّ وجلَّ وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم -.
المثال الثالث: أخرج البلاذري في أنساب الأشراف (٤/ ١ / ح ١٦٣) قال:
حدثنا هشام بن عمّار حدثنا إسماعيل بن عَيّاش عن صَفْوان بن عمرو عن الأزهر بن عبد الله الهَوْزَني عن أبي عامر الهَوْزني قال: حججنا مع معاوية، فلمّا قدمنا مكّة أُخبر برجل قاصٍّ يقصّ على أهل مكّة، وكان مولى لبني مخزوم، فقال له معاوية: أُمرتَ بالقصص؟ فقال: =

<<  <  ج: ص:  >  >>