للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= لا، قال: فما حملك على أنْ تقصّ بغير إذْن؟ قال: إنّما ننشر علمًا علّمناه الله، قال: لو كنتُ تقدّمتُ إليك لقطعتُ طابقًا منك.
قلنا: وصفوان بن عمر وأبو عامر الهوزني ثقتان وبقية رجال الإسناد لا تنزل مرتبتهم عن الصدوق وإسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده، وهو حمصي وشيخه الذي روى عنه هنا هو صفوان وهو حمصي أيضًا فالإسناد حسن إن شاء الله تعالى- وهذا يعني أن معاوية كان مهتمًا بالتفاصيل الفقهية وكان حريصًا على إدخالها في حياة الناس خلاف ما قاله الأستاذ العش.
المثال الرابع: أخرج البخاري في صحيحه عن حمران بن أبان عن معاوية - رضي الله عنه - أنه قال: "إنكم لتصلون صلاة لقد صحبنا النبي - صلى الله عليه وسلم - فما رأيناه يصليها ولقد نهى عنهما، يعني الركعتين بعد العصر" (فتح الباري ٧/ ١٣٠).
وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٣٠٢) عن أبي سلمة قال: إن معاوية قال وهو على المنبر لكثير ابن الصلت: اذهب إلى عائشة فاسألها فقال أبو سلمة فقمت معه، وقال ابن عباس لعبد الله بن الحارث: "اذهب معه، فجئناها فسألناها" وصحح الحافظ إسناده (فتح الباري ٣/ ١٢٧) وهذا يعني أن معاوية - رضي الله عنه - كان مهتمًا بتفاصيل الأحكام الفقهية في مختلف المجالات ويزيدنا إيضاحًا المثال الخامس.
المثال الخامس: أخرج البخاري في صحيحه عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنهما - يوم عاشوراء عام حج على المنبر يقول: يا أهل المدينة أين علماؤكم؟ سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر. (فتح الباري ٤/ ٢٨٧).
المثال السادس: أخرج البخاري في صحيحه عن حميد بن عبد الرحمن أنه سمع معاوية بن أبي سفيان (عام حج) على المنبر فتناول قصة من شعر وكانت في يد حرسي فقال: يا أهل المدينة: أين علماؤكم؟ سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - ينهى عن مثل هذه ويقول: إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم. (فتح الباري ٦/ ٥٩١).
وفي رواية أخرى عن سعيد بن المسيب "قدم معاوية بن أبي سفيان المدينة آخر قدمة قدمها فخطبنا، فأخرج كبة من شعر فقال: ما كنت أرى أن أحدًا يفعل هذا غير اليهود، وإن النبي - صلى الله عليه وسلم - سماه الزور، يعني الوصال في الشعر" (فتح الباري ٦/ ٥٩٥).
وهذا اهتمام من سيدنا معاوية بأسلمة الحياة اليومية العادية حتى لو كان متعلقًا بالحياة الأسرية الخاصة.
المثال السابع: أخرج البخاري في صحيحه (فتح الباري ١١/ ٣٩٨) عن الشعبي حدثني كاتب المغيرة بن شعبة قال: كتب معاوية إلى المغيرة بن شعبة أن اكتب إليّ بشيء سمعته من =

<<  <  ج: ص:  >  >>