٧ - حلم معاوية وسعة صدره وصبره على من طعن فيه وأغلظ له. قال الحافظ الذهبي: وكان يضرب المثل بحلم معاوية، وقد أفرد ابن أبي الدنيا وأبو بكر بن أبي عاصم تصنيفًا في حلم معاوية (تأريخ الإسلام / عهد معاوية / ١٣٥). وأخرج ابن عساكر في تأريخ دمشق (١٦/ ٣٦٧ / أ) عن قبيصة بن جابر قال: صحبت معاوية فما رأيت رجلًا أثقل حلمًا ولا أبطأ جهلًا، ولا أبعد أناة منه. وأخيرًا فلنتعرف على رأي إمامين كبيرين من أئمة السلف وهما: (الإمام الأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز التنوخي) وكلاهما من أعلم الناس بأهل الشام: فقد أجادا وأوجزا وأبلغا في مقالهما-. أخرج أبو زرعة الدمشقي عن دحيم عن الوليد عن الأوزاعي قال: أدركت خلافة معاوية وعدة من الصحابة منهم أسامة وسعد وجابر وابن عمر وزيد بن ثابت وسلمة بن مخلد وأبو سعيد ورافع بن خديج وأبو أمامة وأنس بن مالك، ورجال أكثر وأطيب ممن سمينا بأضعاف مضاعفة، كانوا مصابيح الهدى، وأوعية العلم حضروا من الكتاب تنزيله، ومن الدين جديده، وعرفوا من الإسلام ما لم يعرفه غيرهم وأخذوا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تأويل القرآن، ومن التابعين لهم بإحسان ما شاء الله، منهم المسور بن مخرمة وعبد الرحمن بن الأسود بن عبد يغوث وسعيد بن المسيب وعبد الله بن محيريز، وفي أشباه لهم لم ينزعوا يدًا من جماعة من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - (البداية والنهاية ٨/ ١٣٦). وقال الحافظ ابن كثير أيضًا: وقال أبو زرعة عن دحيم عن الوليد عن سعيد بن عبد العزيز قال: لما قتل عثمان لم يكن للناس غازية تغزو، حتى كان عام الجماعة فأغزا معاوية أرض الروم ست عشرة غزوة، تذهب سرية في الصيف ويُشتوا بأرض الروم، ثم تقفل وتعقبها أخرى وكان في جملة من أغزى ابنه يزيد ومعه خلق من الصحابة، فجاز بهم الخليج وقاتلوا أهل القسطنطينية على بابها، ثم قفل بهم راجعًا إلى الشام، وكان آخر ما أوصى به معاوية =