للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيتحوّل عن جُرجانَ، فيَنزل البُحيرة. (٦: ٥٣٦ - ٥٣٧).

فكتَبَ يزيدُ بن المهلب إلى صاحب طَبَرسْتَان: إني أريد أن أغزوَ صولا وهو بجُرْجان، فخفتُ إن بَلَغه أني أريدُ ذلك أن يتحوّل إلى البحيرة فينزلها، فإن تحوّل إِليها لم أقدر عليه؛ وهو يسمَع منك ويستنصحك، فإن حَبستَه العام بجُرجان فلم يأت البُحيرة حملتُ إليك خمسينَ ألفَ مثقال؛ فاحتلْ له حيلةً؛ تَحبسه بجُرجان، فإنه إن أقام بها ظَفرتُ به، فلما رأى الإصبهبذ الكتابَ أراد أن يتقرّب إلى صُول، فبعث بالكتاب إليه، فلما أتاه الكتابُ أمَر الناسَ بالرّحيل إلى البُحيرة وحمل الأطعمة ليتحصّن فيها، وبَلَغ يزيدَ أنه قد سار من جُرْجان إلى البحيرة، فاعتزَم على السَّير إلى الجُرْجان، فخرج في ثلاثين ألفًا، ومعه فيروزُ ابنُ قول، واستخلَف على خُراسان مخلَد بن يزيد، واستَخلف على سَمَرقنْد وكس ونَسَف وبُخارى ابنه معاوية بن يزيد، وعلى طَخارستان حاتم بن قبيصة بن المهلب. وأقبَل حتى أتى جُرْجان - ولم تكن يومئذ مدينة إنما هي جبال مُحيطةٌ بها، وأبوابٌ ومخارم، يقوم الرجلُ على باب منها فلا يقدم عليه أحدٌ - فدخلها يزيد لم يعازّه أحد، وأصابَ أموالًا، وهَرَب المَرْزُبان، وخرج يزيد بالناس إلى البُحيرة، فأناخَ على صول، وتمثّل حينَ نَزَل بهم:

فخرّ السيفُ وارْتَعَشَتْ يَداهُ ... وكانَ بنَفسِهِ وُقِيَستْ نُفُوسُ

قال: فحاصَرَهم، فكانَ يخرُج إليه صُول في الأيَّام فيُقاتله ثمّ يرجع إلى حِصْنه، ومع يزيد أهلُ الكوفة وأهلُ البَصْرة، ثم ذكر من قصة جَهْم بن زَحْر وأخيه محمد نحوًا مما ذكره هشام، غير أنه قال في ضَرْبة التركى ابنَ أبي سبرة: فنَشَب سَيف التركي في دَرَقة ابن أبي سَبْرة.

قال علي بن محمد، عن عليّ بن مجاهد، عن عَنْبسة، قال: قاتَلَ محمد بن أبي سبْرة الترك بجرجان فأحاطوا به واعتَورُوه بأسيافهم، فانقطع في يده ثلاثة أسياف.

ثم رّجع إلى حديثهم؛ قال: فمكثوا بذلك - يعني الترْك - محصُورين يَخرجون فيقَاتلون، ثمّ يَرجعون إلى حِصنهم ستة أشهر، حتى شربوا ماء الأحساء، فأصابهم داءٌ يسمَّى السؤاد، فَوَقَع فيهم الموتُ، وأرسَل صُول في ذلك يطلبُ الصّلح، فقال لزيدُ بن المهلب: لا، إلا أن ينؤل على حُكْمي، فأبى. فأرسَل

<<  <  ج: ص:  >  >>