للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى نفسه، فبلغته بيعة الناس عمر بعهد سليمان، فأقبل حتى دخل على عمر بن عبد العزيز، فقال له عمر: قد بلغني أنك كنتَ بايعتَ من قبلك، وأردتَ دخول دمشق، فقال: قد كان ذاك، وذلك أنه بلغني أنّ الخليفة سليمان لم يكن عقَد لأحد، فخفت على الأموال أن تنتهَب، فقال عمر: لو بويعتَ وقمتَ بالأمر ما نازعتُك ذلك، ولقعدتُ في بيتي، فقال عبد العزيز: ما أحبّ أنه ولى هذا الأمر غيرُك. وبايع عمر بن عبد العزيز، قال: فكان يُرجى لسليمان بتوليته عمرَ بن عبد العزيز وترك ولده (١). (٦: ٥٥٠ - ٥٥٣).


(١) قلنا: هذا الخبر الذي ساقه الطبري من طريق الواقدي استغرق (٤) صفحات، ولمتنه ما يشهد له وإن كان لنا مآخذ على تفاصيل ذكرها الواقدي كما سنشير بعد قليل.
وهذه روايات تؤيد رواية الواقدي الآنفة:
١ - قال الوليد بن مسلم: عن عبد الرحمن بن حسان الكناني قال: (لما مرض سليمان بدابق قال: يا رجاء أستخلف ابني، قال: ابنك غائب ... الخبر، وفيه: فمن ترى؟ قال: عمر بن عبد العزيز. قال: أتخوف من بني عبد الملك أن لا يرضوا. قال: قوله ومن بعده يزيد بن عبد الملك وتكتب كتابًا وتختمه وتدعوهم إلى بيعته مختوم عليها فكتب العهد وختمه فخرج رجاء وقال: إن أمير المؤمنين يأمركم أن تبايعوا لمن في هذا الكتاب. . إلى آخر الخبر). [سير أعلام النبلاء (٥: ١٢٤: تر ٤٨)].
٢ - وأخرج ابن سعد قال: أخبرنا علي بن محمد عن جرير بن حازم عن هزان بن سعيد قال: حدثني رجاء بن حيوة قال: لما ثقل سليمان بن عبد الملك رآني عمر في الدار أخرج وأدخل وأتردد فدعاني فقال لي: يا رجاء أذكرك الله والإسلام أن تذكرني لأمير المؤمنين أو تشير بي عليه إن استشارك فوالله ما أقوى على هذا الأمر، فأنشدك الله إلَّا صرفت أمير المؤمنين عني. فانتهرتُه وقلت: إنك لحريص على الخلافة لتطمع أن أشير عليه بك، فاستحيا ودخلت، فقال لي سليمان؟ يا رجاء من ترى لهذا الأمر وإلى من ترى أن أعهد؟ قلت: يا أمير المؤمنين اتق الله فإنك قادم على الله وسائلك عن هذا الأمر وما صنعت فيه. قال: فمن ترى؟ فقلت: عمر بن عبد العزيز. قال: كيف أصنع بعهد أمر المؤمنين عبد الملك إلى الوليد وإليّ في ابني عاتكة أيهما بقي؟ قلت: تجعلهما من بعده.
قال: أصبت ووفقت، جئني بصحيفة. فأتيته بصحيفة فكتب عهد عمر ويزيد من بعده وختمها، ثم دعوت رجالًا فدخلوا عليه فقال لهم: إني قد عهدت عهدي في هذه الصحيفة ودفعتها إلى رجاء وأمرته أمري وهو في الصحيفة، اشهدوا واختموا الصحيفة. فختموا عليها وخرجوا فلم يلبث سليمان أن مات فكففت النساء عن الصياح وخرجت إلى الناس فقالوا: يا رجاء كيف أمير المؤمنين. قلت: لم يكن منذ اشتكى أسكن منه الساعة. قالوا: لله الحمد! فقلت: ألستم تعلمون أن هذا عهد أمير المؤمنين وتشهدون عليه؟ قالوا: بلى، قلت: =

<<  <  ج: ص:  >  >>